بيروت, الاثنين 8 أغسطس، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد القديس دومينيك دي غوزمان في 8 أغسطس/آب من كل عام، وتنسب إليه تسمية القديس عبد الأحد، وقديس كاليرويغا، شفيع العالمين بالفلك.
وُلِدَ القديس دومينيك (عبد الأحد) في عائلة مسيحيّة تقيّة، من جذور إسبانيّة. كان والده فيلكس دي غوزمان من أشراف قومه ومن أبناء ملوك وأمراء أسبانيا وفرنسا والبرتغال. كانت أمّه حنّة سيّدة فاضلة، وعاشت طوال حياتها تفوح عطر القداسة.
درس عبد الأحد الفنون واللاهوت. ولمّا بلغ الخامسة والعشرين من عمره، عزم على هجر الدنيا، وقرّر تكريس حياته بكلّيتها لخدمة الربّ ومحبّة القريب، وكان طموحه الأكبر العمل على خلاص النفوس. لبس الثوب الإكليريكيّ، وراح يسير في دروبه على غرار الرهبان الذين قرأ الكثير عنهم، واختار عيش الزهد والتقوى والتقشّف، سالكًا في طريق الكمال المسيحيّ، مقتادًا بالروح القدس.
كان القديس عبد الأحد، منذ طفولته، مولعًا بحبّه لمريم العذراء. كما كان يصلّي المسبحة الورديّة باستمرار، وحارب من خلالها الكثير من البدع، وبشكل خاصّ بدعة الألبيجوا. أمام تلك الهرطقات المهينة للكنيسة المقدّسة، بدأ يشعر بالخوف عليها وبحجم الخطر الذي يضربها في صميمها. فراح يصلّي إلى الله، ويسأله بشفاعة والدته المباركة بين النساء أن يساعده على إيجاد علاج لهذا الوباء الخطير. وبعد مسيرة على مدى ثلاثة أيّام من التأمّل والصلاة والصوم والتضرّع لمريم العذراء الكلّية الطهارة، ظهرت له وطلبت منه أن يتّخذ صلاة الورديّة سلاحًا قويًّا في مواجهة كلّ أعداء الكنيسة.