وأشار إلى أن الوضع اختلف حاليًّا، وباتت الرعيّة تقدّم الخبز لخمس عائلات فقط، بتمويل خاصّ منها أو من أموال المغتربين، متمنّيًا أن يتمّ توزيع قسم من الحبوب على الرعايا لتوزّعها بدورها على الفقراء عند وصول الباخرة.
أزمة الخبز تحضر في عظات الراعي
في سياق متّصل، تناول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظاته الأزمات التي ترخي بظلالها على وطن الرسالة أكثر من مرّة، نذكر منها مقتطف من عظته في الأحد الخامس من زمن العنصرة: «إنّنا مع المجتمع الدولي نندّد بلامبالاة المسؤولين عندنا وسوء حوكمتهم، وتسجيلهم نقاطًا على بعضهم البعض، فيما الشعب يبحث عن لقمة خبز ونقطة ماءٍ وحبّة دواء. إنها لجريمة كبرى أن تطغى لعبة المصالح الخاصّة في زمن الانهيار على مصلحة الدولة والشعب».
موقف الكنيسة الكاثوليكيّة من أزمة الرغيف
في حين لعبت الكنيسة دورًا مهمًّا في توزيع المساعدات الإنسانيّة تزامنًا مع بداية الأزمة الاقتصاديّة التي عصفت بلبنان منذ أكتوبر/تشرين الأوّل 2019 وازدادت حدّة مع وصول جائحة كورونا، أطلقت جهات محليّة ودوليّة عدّة صفّارات الإنذار الإنسانيّة منبّهة من أنّ نسبة كبيرة من اللبنانيين قد سقطت تحت خطّ الفقر بسبب الأزمة.
توازيًا، طالب أساقفة الروم الكاثوليك في البيان الختامي للسينودس الذي عقدوه في يونيو/حزيران الماضي في روما من قادة لبنان: «أن يتعالوا فوق مصالحهم الشخصيّة وينظروا إلى مصلحة الوطن العليا، ويعملوا على تخفيف آلام الشعب الفقير والمحروم من أبسط سبل الحياة من غذاء ودواء وكهرباء».
بينما شدّد أساقفة كنيسة السريان الكاثوليك في البيان الختامي للسينودس الذي عقدوه في الشرفة-لبنان في يونيو/حزيران الماضي على ضرورة البدء بحلّ كل المشاكل الاقتصادية «في بلد غالبيّة سكانه اليوم يرزحون تحت مستوى خطّ الفقر».
كما جدّد الأساقفة الموارنة في السينودس السنوي الذي عقدوه في بكركي-لبنان في يونيو/حزيران الماضي وقوفهم إلى جانب أبنائهم وبناتهم المصابين بالفقر والعوز و«تقديم كل المساعدات الممكنة عبر مؤسّساتهم الكنسيّة المختصّة من بطريركيّة وأبرشيّة ورهبانيّة».
الشحنة المنتظرة
يُتوقّع أن تصل شحنة أوكرانيّة مؤلّفة من 26 ألف طن من الذرة إلى لبنان، بالتحديد إلى مرفأ طرابلس، على متن باخرة «رازوني» يوم الأحد 7 أغسطس/آب عند الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلّي، بحسب ما أفاد متحدّث باسم السفارة الأوكرانيّة في لبنان. وقد تمّ استيراد هذه الشحنة لجهات خاصّة، ومن غير المتوقّع أن تُعطى الشرائح الأكثر فقرًا الأولويّة في توزيعها.
أمّا سبب توجّه الشحنة الأولى لباخرة القمح الأوكرانيّة إلى لبنان بالتحديد، فإنّ السفارة الأوكرانيّة في بيروت اعتبرت أنّ بلد الأرز كان إحدى الدول القليلة في المنطقة التي قامت بشجب الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي. كما اعتبرت أنّ لبنان في حاجة ماسّة للحبوب في الوقت الحالي بسبب نقص هذه المواد في البلاد.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
محرّر آسي مينا لأخبار الفاتيكان وروما. يتابع دراسات عليا في اللاهوت العقائدي. باحث في الشؤون الكنسيّة. مقيم في العاصمة الإيطاليّة روما.
مديرة التحرير السابقة في «آسي مينا»، صحافيّة لبنانيّة ملتزمة. سعيت دومًا في مسيرتي المهنيّة إلى حمل شعلة البشارة باسم يسوع المسيح وإيصال كلمته إلى أقاصي الأرض.