دمشق, السبت 6 أغسطس، 2022
دير سيّدة صيدنايا المغلّف بالمعجزات… ذلك المزار الذي يقع ضمن بلدة صيدنايا شمال العاصمة السوريّة دمشق التي تعدّ من أعرق البلدات المسيحيّة في المشرق العربي. لاسم صيدنايا تفسيرات عدّة؛ بحسب التقليد المسيحي المتناقل حول قصّة بناء الدير، صيدنايا مكان استراحة الغزال، كما يُظنّ أنّه يعني» السيّدة الجديدة»، فكلمة نايا باليونانيّة تعني «جديد»، والجزء الآخر من الكلمة يعني «السيّدة».
تشتهر البلدة بجمال طبيعتها ومقدّساتها المسيحيّة العديدة، وتحتوي على 21 ديرًا وحوالى 40 كنيسة، منها مزار صيدنايا الذي بُنِيَ بطريقة عجائبيّة في العام 547.
يروي لنا التقليد المسيحي أن الإمبراطور البيزنطي جوستينيان الأوّل الذي خرج بجيوشه لمهاجمة الفرس عبر سوريا هو بنى الدير. ذهب الإمبراطور في خلال الاستراحة للصيد، فوقعت عيناه على غزالة. بعد مطاردتها، وقفت على رأس صخرة في جوار ينبوع ماء، ولم تترك له أيّ فرصة ليسدّد سهامه نحوها، بل تحوّلت فجأةً إلى طيف السيّدة العذراء الذي يشعّ منه نور عظيم، وخاطبته داعيةً إيّاه إلى بناء كنيسة لها في الموقع ذاته على الصخرة العالية التي كانت تقف عليه، وما لبث أن غاب طيف العذراء.
وفي اليوم التالي، شاهد الإمبراطور الأساسات مخطّطة بالأبيض على الأرض لتعيِّن شكل البناء القائم اليوم، فبدأ جوستينيان العمل على وضع دعائم الدير.