روما, الجمعة 5 أغسطس، 2022
«تجارب كثيرة شملتني، فإليكِ ألتجئ ملتمسًا الخلاص يا بتول وأمّ الكلمة، فأنقذيني من الشدائد والضيقات». بهذه الكلمات وسواها، تنسج الليتورجيا البيزنطيّة أناشيدَ للعذراء مريم والدة الإله في صلاة طقسيّة تُدعى بـ«صلاة الباركليسي».
كلمة باركليسي هي من اللغة اليونانيّة وتعني الترجّي أو الطلب بإلحاح. تُتلى هذه الصلاة الابتهاليّة لوالدة الإله من 1 إلى 15 أغسطس/آب من كلّ عام تحضيرًا لعيد انتقال العذراء مريم إلى السّماء بالنفس والجسد الذي يدعوه الطقس البيزنطي عيد رقاد والدة الإله.
فالليتورجيا البيزنطيّة تخصّ العذراء مريم بصلوات رائعة عدّة على مدار السنة الطقسيّة، ومنها صلاة المدائح التي تُتلى أيّام الجمعة في خلال زمن الصوم الكبير. وفي الباركليسي تسابيح عدّة تلفظ صرخات قلب الإنسان المسكين إلى والدة الإله القدّيسة كهذا الترجّي: «أتوسّل إليكِ أن تبدّدي عنّي اضطراب نفسي وعاصفة كآبتي لأنّك يا عروس الله ولدتِ عنصر الهدوء يا من هي وحدها كاملة النقاء».
وتصرّ الباركليسي على الإشادة بالعذراء مريم إذ تقول: «يا والدة الإله، لن نسكت أبدًا عن التكلّم بعظائمك نحن غير المستحقّين. فلو لم تنتصبي أنتِ متشفّعة، فمن كان أنقذنا من تلك الأخطار ومن كان حفظنا إلى الآن أحرارًا. فلن نبتعد عنك أيّتها السيّدة لأنّك تخلّصين عبيدك دائمًا من جميع الأهوال».