القاهرة, الثلاثاء 2 أغسطس، 2022
إن شهادات الحياة التي قُدِّمت عن عمل الله في الأشخاص والمشاركة الروحيّة والعمليّة في أوقات مختلفة سمحت للحاضرين اختبار «جوّ ملكوت الله على الأرض»، كما قال المشاركون في ماريابولي في محافظة البحيرة المصريّة. وأعطى حضور الله الملموس القوّة والغذاء الروحي للجميع كي يرجعوا إلى بيوتهم برجاء متجدّد أنّ الله يدعو الجميع إلى القداسة، وأنّ الوحدة ممكنة، يُحقّقها يسوع حين نحبّ بعضنا بعضًا.
هذا ما حدث في ماريابولي في مصر هذه السنة في بيت سمعان الخرّاز في وادي النطرون، تحت عنوان «لنسير معًا نحو الله»، بمشاركة 300 شخص من كل الأعمار والمحافظات. خيّم جوّ الفرح منذ البداية على الجميع، وتمّ اللقاء بعد انقطاع سنتَيْن بسبب جائحة كورونا.
ماريابولي (كلمة يونانيّة تعني مدينة مريم) هي مدينة موقّتة صغيرة يلتقي فيها أعضاء الفوكولاري وأصدقاؤهم ومن يريد أن يتعرّف على روحانيّة «عمل مريم» لأيّام عدّة، وهو الاسم الرسمي لها في الكنيسة؛ فهذا العمل هو عمل مريم، أمّ المؤمنين وأمّ الكنيسة. وتجمع الحركة كل الدعوات والأعمار من صغار وكبار، مكرّسين ومتزوّجين، علمانيين وكهنة ورهبان. قانونها المحبّة المتبادلة بين الجميع، باختلاف الأعمار والبيئات والطوائف والثقافات والمناطق، فتتحقّق كلمات يسوع: «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون أنا في ما بينهم» (مت 18: 20). وهكذا يعيش الجميع اختبار حضور الله والسير نحو القداسة معًا كإخوة.
يتخلّل البرنامج مواضيع روحيّة وشهادات حياة عن كيفيّة عيش الإنجيل في الحياة اليوميّة، ومشاركة روحيّة في مجموعات حول المواضيع المطروحة وورش العمل والصلوات. لغتها حوار الحياة المُعاشة وأساسها بناء رباط الأخوّة بين الجميع، فيكتشف كلّ مشارك جمال العائلة البشريّة بشكل ملموس. من هنا، يغادر الجميع ماريابولي بالتزام الاستمرار في عيش هذا الاختبار في بيئاتهم وأماكن عيشهم المعتادة للمساهمة في تحقيق مخطّط محبّة الله في العالم، متخطّين كلّ الحواجز والصعوبات الموجودة من خلال وحدتهم ومحبّتهم المتبادلة.