روما, الجمعة 29 يوليو، 2022
ضمن رحلة «حجّ التوبة»، ترأس البابا صلاة المساء في كاتدرائيّة القدّيسة مريم في كيبيك، بحضور أساقفة وكهنة وشمامسة ومكرّسين وعاملين رعائيّين. وفي خلال الصلاة، ألقى الأب الأقدس عظة شدّد فيها على عدم مقاربة الثقافة بطريقة سلبيّة، داعيًا إلى تبنّي نظرة شبيهة بنظرة الله.
في عظته، قال البابا إنّ كرم رعاة الكنيسة مع رعيّتهم، الشبيه بتعامل يسوع مع شعب الله، علامة منها تظهر رأفة المسيح لجراحات كلّ إنسان. لذا، دعا الحاضرين للاهتمام بالقطيع وعدم الانسحاب إلى الانشغالات الخاصّة. واعتبر البابا أنّ النظر إلى المسيح الراعي الصالح قبل النظر إلى الذات يخلق فرحًا في الخدمة والإيمان. وهذا الفرح بحسب البابا ليس فرحًا رخيصًا، كذلك الذي يقدّمه العالم لنا مرّات عدّة فهو ليس مرتبطًا بالغنى والضمانات من دون وجود صلبان ومشاكل. وشرح أيضًا أنّ هذا الفرح مرتبط بالسلام الذي شبّهه بهدوء عمق البحر، على الرغم من هيجان سطحه.
وفسّر الأب الأقدس أنّ العلمانيّة قد حوّلت نمط حياة نساء ورجال اليوم، مستثنيةً الله. لكنّه دعا إلى عدم مقاربة الثقافة بتشاؤم واستياء، فنعود إلى أحكام سلبيّة وحنين غير مفيد. وفسّر أنّ هناك وجهتين يمكن من خلالهما النظر إلى عالم اليوم: «النظرة السلبيّة» و«النظرة التي تُميّز».
تولد «النظرة السلبيّة»، بحسب البابا، من إيمانٍ يشعر بأنّه مستهدف، وبالتالي ينظر إلى ذاته كسلاح للدفاع عن النفس أمام العالم. تدين هذه النظرة الواقع قائلة: «العالم رديء وتسوده الخطيئة»، وتخاطر بأن تلتحف بـ«روح الحروب الصليبيّة». ونبّه البابا من ذلك قائلًا إنّه ليس مسيحيًّا وليس الطريقة التي يعمل بها الله. وذكّر أنّ الله يكره الدنيويّة وينظر بإيجابيّة إلى العالم. وحذّر البابا من أنّنا عبر التوقّف على النظرة السلبيّة فقط ننتهي بأن ننكر التجسّد لأنّنا نهرب من العالم بدل أن نتجسّد به، لذا نبدأ بالتذمّر المستمرّ ونقع في الحزن والتشاؤم اللذين لا يأتيان أبدًا من عند الله.