بيروت, الاثنين 25 يوليو، 2022
القديسة حنّة... يتحدّر اسمها من أصل عبري، ويعني النعمة والصلاح والعمل الحسن والحماية. وهي جدّة إلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بحسب الجسد. كانت من سبط لاوي، وهي ابنة الكاهن لمتّان وزوجته مريم، وشقيقة مريم وصوبي. تزوّجت مريم في بيت لحم، وأنجبت صالومي. من ثمّ، تزوّجت صوبي أيضًا في بيت لحم، وأنجبت إليصابات، وهي والدة القديس يوحنا المعمدان. وتزوّجت حنّة من يواكيم في الجليل، وأنجبت مريم العذراء. ومن هنا، تكون مريم العذراء وسالومي وإليصابات بنات خالات. لذلك، ذُكرت هؤلاء النساء في الكتاب المقدّس.
لا نملك غير القليل من المعلومات حول حياة هذه القديسة. فهي تقدّمت في السنّ، وكانت عاقرًا، كما كان اليهود يعتبرون كلّ إمرأة عاجزة عن الإنجاب لعنة من الله، قبل مجيء المسيح. كانت حنّة تصلّي وتتوسّل إلى الله القدير أن يمسح عنها هذا العار، ولم تفقد الأمل والرجاء، وكذلك فعل زوجها يواكيم، فوثقا بكرم ربّهما ورحمته. وبعد طول انتظار، استجاب الربّ لصلاتهما المباركة، وجاءت ابنتهما، وهي أمّنا مريم العذراء، والدة إلهنا وفادينا يسوع المسيح. ولا شكّ أنّ القديسة حنّة حصدت هذه النعمة العظيمة لأنّها كانت كثيرة التقوى، كما كانت تتمتّع بالكثير من الفضائل النورانيّة التي ميّزتها عن غيرها من النساء.
لمّا بلغت مريم العذراء الثالثة من عمرها، قام كلّ من حنّة ويواكيم بتقدمتها إلى هيكل الربّ. بعد ذلك، أمضت حنّة كلّ حياتها في الصوم والصلاة وأعمال المحبّة المترجمة بأفعال الخير والعطاء. ولم يُعرف بشكل محدّد تاريخ انتقالها إلى أحضان الآب السماويّ. ويُروى أنّ القديسة مريم المجدليّة قامت بنقل رفاتها إلى فرنسا بعد مرور خمسين سنة على وفاتها.
تنتشر الكثير من الكنائس للقديسة حنّة في العالم، ويلفتنا مزار يحمل اسمها في كندا، وهو يتمتّع بمساحة واسعة وجمال لا يوصف، ويحضر المؤمنون إليه من كل حدب وصوب. ومن ثمّ، شُيّدت لها الكنائس في فرنسا وإيطاليا وأميركا. ومن الأماكن المقدّسة لها أيضًا، نصل إلى دير للراهبات الكلدان في العراق.