حيفا, الثلاثاء 12 يوليو، 2022
عُقدت في مدينة حيفا على قمّة جبل الكرمل ندوة بعنوان "الأزمات التي تعصف بالعائلات المسيحيّة، هل من حلول؟"، بدعوة من مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدّسة ومجموعة من العلمانيين، للوقوف على أسباب تفكّك العائلة المسيحيّة داخل إسرائيل وكيفيّة مواجهة تلك الظاهرة.
شارك في أعمال الندوة عددٌ من الأساقفة والكهنة والراهبات، إلى جانب مجموعة من العلمانيين يمثّل أفرادها هيئات ومؤسسات مسيحيّة مختلفة.
افتتح اللقاء الإعلامي نايف خوري وأداره، ورفع المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي اللاتيني في الناصرة صلاة قصيرة ودعاءً لنجاح أعمال الندوة. تلاه المطران يوسف متى، متروبوليت عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك الذي قدّم تصوّرات وأفكارًا حول الموضوع، ومما قاله إن "الأسرة تشكّل النواة وهي في المفهوم المسيحي تعكس حضور الله فيها من خلال سرّ الزواج المقدس". ونوّه إلى أن فكرة هذا اللقاء جاءت بعد دراسة ميدانيّة للأزمات التي تمرّ على العائلات المسيحيّة، وهو خطوة أولى على الطريق.
وكانت المداخلة الأولى للأب الدكتور أكثم حجازين، نائب رئيس المحكمة الكنسيّة اللاتينية في القدس والناصرة الذي تحدّث عن جوانب من الأزمات التي تواجه العائلة المسيحيّة ومنها الهويّة، مسؤوليّة الزواج، التربية الدينيّة، الحياة الواقعيّة والحياة الافتراضيّة، المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة. وقدّمت المداخلة الثانية الدكتورة مها كركبي-صبّاح، المحاضرة في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا ومديرة مركز دراسات العائلة، وتناولت فيها التحوّلات الاجتماعيّة في العائلة المسيحيّة الفلسطينية داخل إسرائيل، والتي أدّت إلى تأخّر سنّ الزواج خاصّة لدى الفتيات وتراجع نسبة الولادة الطبيعيّة، مقابل الارتفاع الكبير والخطير في نسبة الطلاق بين الأزواج المسيحيين. ودعت المحاضرة إلى "إيجاد مؤسسة جديدة للزواج لا تقتل الحقوق الفردانيّة فيها، مقابل المؤسسة الهشّة التي تعصف بالأزواج الشابة".