بيروت, الأحد 10 يوليو، 2022
"فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ" (غلاطية 5/ 1).
لننطلق مؤكدين مع القديس بولس الرسول أنّ الحرّيّة هي من أثمن ما يمكن للإنسان أن يدركه من نعم في حياته. كما أنّه لا يمكننا أن نلامس جوهرها في الصميم، إلا من خلال اللقاء بشخص يسوع المسيح، والتعرّف إلى طرق عيشه وسماع أقواله وتعاليمه وتعاليم كنيسته المقدّسة. ومن ثمّ، نحن نحيا الحرّيّة المسيحيّة أيضًا من خلال التفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، من خلال الإنجيل والتعليم المسيحيّ المُوحى به من خلال الروح القدس، الذي هو روح الله والحبّ والحرّيّة.
وفي التوسّع أكثر في هذه النعمة، تشدّنا في هذا الجانب مجموعة من المفكّرين والشعراء العرب الذين رسموا معالمها في كتاباتهم، وفق رؤيتهم واختباراتهم الخاصّة. لنقرأ ما كتب الشاعر مصطفى لطفي المنفلوطي حولها: "الحرّيّة شمسٌ يجب أن تشرق في كل نفس، فمن عاش محرومًا منها عاش في ظلمة حالكة يتصل أوّلها بظلمة الرحم وآخرها بظلمة القبر".
ومن أجمل ما قال الشاعر اللبنانيّ ميخائيل نعيمة في الحرّيّة: "ليس من المنطق في شيء أن تتباهى بالحرّيّة وأنت مكبّل بقيود المنطق".