روما, الثلاثاء 5 يوليو، 2022
أجرى البابا فرنسيس مقابلة مع وكالة رويترز الإخباريّة السبت الفائت في حاضرة الفاتيكان. تناول البابا في مقابلته مواضيع عدّة نشرت رويترز البارحة جزءًا منهما، لتنشر اليوم جزءًا آخر متعلّقًا باتّفاق الفاتيكان مع الصين في العام 2018. نقدّم هنا أبرز مواقف البابا في المقابلة إضافة إلى شرح للخلفيّة التاريخيّة للمشكلة الفاتيكانيّة الصينيّة.
عقد الفاتيكان في العام 2018، وللمرّة الأولى، اتّفاقًا مع السلطات الصينيّة يخصّ تعيين الأساقفة الكاثوليك فيها. إحدى أهداف هذا الاتّفاق، الذي يتمّ تجديده كلّ سنتين، هو رأب الصدع في الكنيسة الكاثوليكيّة الصينيّة. ففي الصين كنيستين كاثوليكيّتين: «كنيسة وطنيّة»، مُعترف بها من الدولة الصينيّة، يتمّ تعيين أساقفتها من قبل الحكومة الصينيّة وكنيسة أخرى تُدعى «كنيسة تحت الأرض»، يتمّ تعيين أساقفتها من قبل الفاتيكان على مثال بقيّة أساقفة اللاتين في العالم.
لبّ المشكلة
ينظر الحزب الشيوعي، الحاكم لجمهوريّة الصين الشعبيّة، للكنيسة الكاثوليكيّة بتشكيك وكعامل للتدخّل الخارجي على أراضيها. إذ إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تكنّ الولاء لبابا روما، الذي هو رأس الكنيسة ورأس دولة الفاتيكان. وفي العالم الكاثوليكي اللاتيني، يتمّ تعيين الأساقفة بمرسوم من خارج الأراضي الصينيّة. ولا يجب نسيان أنّ الحزب الشيوعي الحاكم في جمهوريّة الصين الشعبيّة حزب ملحد. لكنّ هذا الحزب يعترف بالأديان القائمة على الأراضي الصينيّة، بينها الدين الكاثوليكي. وفي الوقت عينه، لا يجب نسيان أنّ الديانة المسيحيّة وصلت إلى الصين منذ القرن السّابع بعد المسيح، إذ لها قصّة طويلة في قلب الحضارة الصينيّة.