دمشق, الخميس 7 يوليو، 2022
تُكرّس الكنيسة الكاثوليكية عمومًا واللاتينية خصوصًا شهر يوليو/تموز من كل عام لعبادة دم يسوع الثمين. وهي العبادة التي قام بتأسيسها الأسقف فرانشيسكو ألبرتيني (1770-1819) عام 1808 في كنيسة القديس نيقولا في روما. وقد ثبتها البابا بيوس السابع في العام التالي. وكان هدفها الأساسي عند نشأتها تعزيز الثقافة الدينية وعيش أسرار الكنيسة والقيام بأعمال الرحمة.
في العام 1815، صارت الأخوية إرسالية تبشيرية، على يدّ تلميذ ألبرتيني وابنه الروحي، الكاهن القديس غاسبار ديل بوفالو (1786-1837). وهذا الأخير مارس نشاطه التبشيري في ظروف سياسية غاية في الصعوبة (فترة صعود نابليون بونابرت)، حيث تعرض للنفي والسجن أكثر من مرة.
وفقا لتصور القديس بوفالو، كان على الإرساليّة أن تضم كهنة وعلمانيين مؤمنين، وبالتالي لم يكن الأعضاء ملزمين بنذور دينية، إنما كان يجمعهم رابط الصداقة والحياة المشتركة. ولعل أهم إنجازات الحركة في بدايات تأسيسها هي افتتاحها لبيوت إرسالية كثيرة في وقت قياسي.
وحصل هذا نتيجةً لتفاني القديس، ولبلاغته الكبيرة في المخاطبة حيث وصف معاصروه عظاته بالزلزال الروحي. أضف إلى تلك الإنجازات، الإصلاحات الأخلاقية التي قام بها في المناطق التي كانت تعاني من قطّاع الطرق، وكثرت فيها أعمال النهب والسرقة، بتكليف خطّي ورسمي من البابا بيوس السابع في العام 1821.