الفاتيكان, الاثنين 4 يوليو، 2022
حدد الفاتيكان قبل أشهر موعداً لرحلة الحج التي كان ينوي البابا فرنسيس القيام بها إلى القارة الأفريقية، وهو الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز الحالي. والمتضمنة زيارته إلى كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية جنوب السودان. لكن البابا والذي يعاني من آلام شديدة في الركبة، استحال سفره بغير إرادته، وذلك بناء على نصيحة الأطباء له، حتى لا تتعرض رحلته العلاجية لأية انتكاسة. معرباً يوم السبت في رسالته المصورة إلى الشعبين، عن عميق أسفه لعدم تمكنه من الحضور، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه الزيارة لم تُلغى وانما أُجِّلَت، راجيا بأن تتم في أقرب وقت ممكن.
في هذا الصدد أرسل البابا ممثلاً عنه في الموعد المحدد سابقاً، وهو أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. والذي وصل مساء يوم الجمعة إلى عاصمة الكونغو كينشاسا. واجتمع في اليوم التالي مع عدد من المسؤولين الحكوميين وعلى رأسهم رئيس الوزراء، حيث تم في مكتبه عقد خمس اتفاقيات وصفت بأنها تاريخية، بين الكنيسة المحلية والحكومة.
تحدد الوضع القانوني للكنيسة، وحريتها ونشاطها الرسولي، وكذلك علاقتها مع الحكومة خاصة في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية عموما. وفي يوم الأحد وقبل لقاء الكاردينال مع المجموعات الدينية المحلية تم الاحتفال بالقداس الإلهي أمام مبنى البرلمان. وبعبارة البابا فرنسيس: "سنحمل كينشاسا إلى بازيليك القديس بطرس". احتفل البابا في الوقت نفسه بالقداس الإلهي في الفاتيكان بحضور الكونغوليين المقيمين في روما.
ولابد هنا أن نذكر بإنجاز كبير آخر حققته كنيسة الكونغو في إطار تحضيرها لزيارة البابا، والمتمثل بإصدار كتاب القُدّاس حسب الطقس الكونغولي. والذي أشاد به البابا فرنسيس معتبره نموذجاً على باقي الكنائس أن تحذو حذوه. فهو يحوي في ثناياه الإرث الديني والثقافي الكونغولي، وفي نفس الوقت هو أمين على التقاليد الرسولية والطبيعة العميقة لليتورجيا الكاثوليكية. فيكون بذلك قد حقق العناصر المطلوبة منه.