بيروت, الأربعاء 29 يونيو، 2022
في لبنان، أثارت دعوة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي إلى منع التجمّعات الهادفة إلى الترويج للمثليّة الجنسيّة جدلًا واسعًا استمرّ على مدى أيّام عدّة، بعد توجيهه كتابًا إلى المديريّة العامة لقوى الأمن الداخلي والمديريّة العامة للأمن العام، مطالبًا المديريّتين بمنع أيّ أنشطة للمثليّين، بعدما تلقّت الوزارة اتصالات من مراجع دينيّة رافضة لانتشار هذه الظاهرة، فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المناهضة والمؤيّدة للمثليّة الجنسيّة.
في هذا الصدد، برزت مواقف عدّة مندّدة بالأنشطة التي تدعو المثليّين إلى المجاهرة بسلوكهم والاستسلام لنزواتهم، أبرزها كلام متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده الذي تناول هذه المسألة في عظته الأحد الماضي، قائلًا: «البعض يسعون في مجتمعاتنا إلى التسويق لمفاهيم منحرفة لحرّيّة الفرد وحقوق الإنسان. جماعات تستورد قناعات وقيمًا خاطئة عمّا يسمّونه "حرّيّة عيش المثليّة الجنسيّة" وسواها من الاتجاهات المريضة، إلى تغيير الجنس، بحيث يستعبد كيان الإنسان وحياته بمجملها لمنطق الشهوة المنحرفة والخطيئة. هذه النزعات غير الإنسانيّة تجرّد الإنسان من كرامته وقيمته كشخص مخلوق على صورة الله ومثاله».
وأكد المطران عوده أن السلوك المثليّ في الكتاب المقدّس لا يباركه الله بل يحظره بوضوح، وأن البنية الجسديّة، فيزيولوجيًّا، للذكر والأنثى تتكامل، «ذكرًا وأنثى خلقهما»، وهذا خير تعبير عن القصد الإلهي في الخليقة، وكل ترتيب آخر هو سقوط وانحراف.
وأضاف: «لا يمكن تحديد هويّة الشخص من خلال رغباته الجنسيّة أو شغفه الجسدي. المطلوب هو توجيه تلك الرغبات وتنظيمها في الأطر الأخلاقيّة والروحيّة التي يمكن من خلالها تحقيق مقاصد الله. من هنا، يؤكد الرسول بولس أن الإتحاد الزوجي هو صورة للعلاقة بين المسيح والكنيسة».