حمص, الأربعاء 29 يونيو، 2022
تعتبر كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار الموجودة في محافظة حمص السورية في منطقة الحميديّة من أقدم الكنائس بالعالم. هي كنيسة تاريخيّة أثريّة يعود تاريخ بنائها إلى القرن الأول ميلادي. دعيت بهذا الاسم لاحتوائها على ذخيرة يقول عنها التقليد إنّها من زنار ثوب مريم العذراء.
لكن ما لا نعرفه هو أن كنيسة «أم الزنار» الأصلية توجد تحت أرض كاتدرائية السيدة العذراء بمسافة 7 أمتار تقريبًا ويقربها نبع ماء يصل لعمق 20 متر. ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 59م على يد إيليا أحد رسل المسيح الاثنين والسبعين، حيث كانت أشبه بقبو موجود تحت الأرض تتم فيه طقوس العبادة المسيحية سرًا بسبب خوف المسيحيين الأوائل من بطش الحكم الروماني الوثني. يلحق بالكنيسة مزار خاص يعرض فيه زنار العذراء. وفي 15 أغسطس/آب من كل عام، عيد انتقال العذراء يؤخذ الزنار من الكنيسة ويطاف به في الشوارع المجاورة.
أصبحت الكنيسة فيما بعد كرسي الأبرشية الأسقفي وأقام فيها أول أساقفتها سلوانس حوالي أربعة عقود، حتى وفاته عام 312. وفي عام 313 بدأ مسيحيو حمص بتشييد كنيسة كبيرة فوق الكنيسة القديمة المحفورة تحت الأرض. واستعملوا في بنائها الحجر الحمصي البازلتي الأسود، وسَقفوا الكنيسة بالخشب ونُقل الزنار المقدس الذي كان محفوظاً بوعاء معدني ضمن جرن بازلتي إليها. أما عمود جرس الكنيسة بُني في القرن السادس أو القرن السابع.
بحسب التقليد المسيحي، إن زنار مريم العذراء كان من نصيب القديس توما الذي طالب الرسل ببرهان على انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى الملكوت السماوي فأرسلوا له زنار أمنا مريم العذراء إلى الهند، حيث بقي معه فيها أربع قرون. ثم نُقل الزنار إلى الرها مع رفات القديس توما. ومنها إلى حمص سنة 476. حيث أن راهبًا يدعى الأب داود الطور عابديني قدم إلى الكنيسة ومعه الزنار وحُفظ الزنار في الكنيسة وسميّت الكنيسة «أم الزنار».