الموصل, الثلاثاء 28 يونيو، 2022
تشهد بلدة بغديدا "قرقوش"، الواقعة في محافظة نينوى شمال العراق، حدثا فريداً من نوعه لا يحدث كل سنة أو كل شهر وإنما كل أسبوع. حيث يجتمع كل يوم خميس ما لا يقل عن 700 امرأة ضمن ملتقى أخوات مار مريم البتول، التابع لكنيسة السريان الكاثوليك.
ببرنامج ثري ونوعي لا يقتصر فقط على الشأن الكنسي والروحي وإنما يتناول جميع الشؤون التي تخص المرأة الثقافية والاجتماعية والنفسية والطبية والتعليمية، وأيضا تدريبات عملية ورياضات روحية ورحلات ومهرجانات.
صرح الأب روني موميكا وهو مؤسس ومرشد المجموعة لآسي مينا قائلا: "نشأت فكرة الملتقى من منتدى المرأة الذي كان موجوداً أصلاً في مدينة الموصل سابقا. وبعد تحرير سهل نينوى في أكتوبر/تشرين الأول 2016 وبدء رجوع أهالي المنطقة، طلبتُ الأب الإذن من رئيس أساقفة الموصل، المطران يوحنا بطرس موشي، بتأسيس ملتقى يقدم الدعم والحماية للمرأة المسيحية ويصون كرامتها. وعندما جاءت الموافقة كانت البداية مع عشرون امرأة فقط. ليزداد العدد تدريجيا ويصل اليوم العدد المسجل لأكثر من 1500 امرأة.
يتابع الأب موميكا: " البرنامج والتحدي الأكبر الذي حققه الملتقى كان في يوم السبت 18 يونيو/حزيران برحلة حج وزيارة إلى كنائس مدينة الموصل، هذه المدينة المنكوبة والمدمرة والتي مازالت فلول داعش معشعشة في داخلها. أكثر من 600 امرأة انطلقوا من بغديدا "قرقوش" نحوها. وهناك قمنا ولأول مرة بمسيرة صلاة في أزقة وشوارع المدينة القديمة المليئة بالركام. صلينا في الشوارع التي زُهقت على أرضها في وقت من الأوقات أرواح الشهداء. فمعانتنا كمسيحيين في المدينة سبق داعش والاضطهادات بحقنا تعود إلى عام 2006. فمنذ ذلك الوقت كان يُحظر على المسيحي ان يمشي بها. لكننا ذهبنا اليوم لنبين للآخرين باننا موجودون، وننشد للسلام ونصلي من أجله".