بيروت, الخميس 23 يونيو، 2022
نُحِبّ بلا حدود، نُعطي من دون مُقابِل، نثِق من دون شروط، ومع ذلك فإنّنا نواجه خيانة الأقرب إلى قلوبنا، ومَنْ ائتمنّاهم على جراحاتِنا، ومَن كانوا إخوةً وأبناءً لنا، وحتّى مَن اعتقدنا أنّهم رأفةُ الله في حياتِنا.
وأمام هذا الواقع المرير حين تصطدم مصداقيّة مشاعرنا أمام قساوة قلوب الآخرين نتساءَل: لماذا؟
قد يُعطينا علم النفس العديد من الأجوبة، وفنّ التواصل الكثير من النظريّات، إلّا أنَّ ما يُبلسِم هذا الجرح الذي لا يُشفى أبدًا، هو ما اختبرهُ إلهنا بالذات، ربّنا يسوع المسيح، مع مَن دعاهُم وأحبَّهُم وناداهم بالأصدقاء والأحبَّة: "فقَد دعَوتكُم أحبّائي" (يوحنّا 15: 15).
فإنّ يهوذا، وحتّى بطرس، قد اختارا مصلحتهما على محبّة المسيح لهما... الأوّل اختار تحقيق الأنا، فباعَ المسيح وصداقة المسيح وكلّ ما قام بِهِ من أجلهِ ومعه وأمامه؛ والثاني خافَ على الأنا عندما دقّت السّاعة، فنكَرَ المسيح ومحبَّة المسيح وثِقَة المسيح بهِ.