دمشق, الأحد 19 يونيو، 2022
يحيي السريان في الخامس عشر من يونيو/حزيران من كل عام ذكرى ارتقاء شهدائهم الذين كانوا ضحية التعصب الأعمى للسلطة العثمانية ومن ثم التركية في الفترة الطويلة الممتدة بين مطلع عام 1895 وحتى عام 1924. عملاً بقرار المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الصادر عام 2015.
وفي هذه المناسبة ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار أغناطيوس أفرام الثاني، قداس الصباح يوم الأربعاء في دير مار أفرام السرياني في معرّة صيدنايا بريف دمشق. ومن ثم صلاة المساء (الرمشو) في كاتدرائية مار جرجس البطريركية في باب توما بدمشق. والتي تلاها مباشرةً توجهه مع الإكليروس وجموع المؤمنين في مسيرة شموع، نحو حديقة الشهداء السريان، وإقامته صلاة تذكار الشهداء (التشمت) أمام نصبها التذكاري.
شدد البطريرك في وعظتيّه على شهادة المسيحي ليسوع المسيح وعدم إنكاره، بل الاعتراف به. وأن هذه الشهادة لا تتطلب إلا أن يعيش المرء كمسيحيي من خلال الصلاح في إعماله وتصرفاته مع الآخر مهما كان معتقده. فالمسيحي لا يستطيع أن يميز في محبته للناس بين المؤمن وغير المؤمن. هو لا يكره أحدا، حتى ذلك الذي يناصبه العداء. لكن البطريرك أفرام أكد من جهة أخرى بأن محبة المسيحي، وصلاته، ومسامحته، لا تعني نسيان أكثر من نصف مليون شهيد سرياني.
وهذا الاستذكار ليس انتقماً أو كرهاً، وإنما هو للمطالبة بالاعتراف بتلك المجازر – ليس أكثر – منعا من تكرارها بحق أي شعب كان. فالكشف عن الحقيقة وقبولها يساعدان على اتمام المصالحة بين أحفاد من استطاع النجاة، وبين أحفاد الذين ارتكبوا الإبادة.