الخميس 16 يونيو، 2022
ضمن ثمار العام الذي خصّصه البابا فرنسيس للإرشاد الرسولي «فرح الحُب» في العام الخامس على صدوره، نشرت دائرة العلمانيّين والحياة والعائلة الفاتيكانيّة: «مسارات موعوظين للحياة الزوجيّة: توجيهات رعائيّة للكنائس الخاصّة». وهي وثيقة باللغة الإيطاليّة والإسبانيّة لمساعدة العائلات في الكنائس المحليّة. ينقسم النصّ، البالغ 97 صفحة، إلى ثلاثة أقسام: التحضير للزواج والاحتفال بالزواج والمرافقة في السنوات الأولى للحياة الزوجيّة.
وقد كتب البابا فرنسيس توطئة هذه الوثيقة. فأكّد البابا أنّ الكنيسة مدعوّة في كلّ عصر للتبشير من جديد، بخاصّة الشباب، بجمال وغزارة النِعَم الموجودة في سرّ الزواج وفي الحياة العائليّة. وشرح البابا أنّ التحضير السطحيّ جدًّا للزواج، يؤدّي في أحيانٍ عدّة لزيجات باطلة أو ذات أسس ضعيفة، فتنهار في وقتٍ قصير، تاركةً آلام وجراحات عميقة في الأفراد. ويبقى الأفراد بسببها في خيبات أمل ومرارة. وفي الحالات الأكثر ألمًا، يفقدون إيمانهم بالدعوة للحُبّ، التي طبعها الله عينه في قلب الكائن البشري. لذلك من الضروري مرافقة هذه الأشخاص، كما يوضح الأب الأقدس، كي لا تتعرّض لصدمات الانفصال. بخاصّة أنّ الكنيسة أُمّ عليها الاهتمام بأبنائها بالتساوي. ويقول البابا أنّ التساوي يوارد ذهنه عندما يفكّر بالسنوات التي تقضيها الكنيسة في تحضير طلّاب الكهنوت، بينما تولي وقتًا قصيرًا جدًّا لطالبي الزواج.
وكتب البابا: «الأزواج غالبية المؤمنين، وغالبًا أعمدة الرعايا الداعمة (...) هم "حرّاس الحياة" الحقيقيّون». وللأهميّة الكبيرة للحياة العائليّة، كان قد حثّ البابا على تحضير مسيرة موعوظين حقيقيّة للأزواج المستقبليّين، تضمّ جميع مراحل مسيرة الأسرار. وشجّع البابا العاملين في رعويّة العائلة للعمل في هذا المجال.
وضمن النقاط العديدة القيّمة التي تشرحها الوثيقة المفصّلة، التي تبغي استرجاع مسيرة موعوظين كما تلك التي كانت تحدث في العصور الأولى للمسيحيّة، يذكر الرقم 57 منها موضوع العفّة قبل الزواج فيقول: «على شجاعة الكنيسة ألا تقلّ أبدًا في تقديم فضيلة العفّة القيّمة، على الرغم من أنّ ذلك اليوم نقيض مباشر للعقليّة العامّة. يجب تقديم العفّة كـ"حلفية الحُبّ" وليس كنفيّي له. هي، في الواقع، الدرب المميّز لتعلّم احترام كرامة الآخر وفريدته، دون اخضاعه للرغبات الخاصّة. تعلّم العفّة المتحضّرين للزواج الأوقات وطرق الحبّ الحقيقي والحساس والكريم، وتحضّره لعطيّة الذات الحقّة، التي يعيشها طيل العمر في الزواج.»