بيروت, الخميس 9 يونيو، 2022
يتجلّى وجه الإنسان الحقيقي بأسمى صورته حين يجسّد فعل الكرم أيّ العطاء بلا شروط أو نظير، ولا ينتظر المقابل. كما أنّ الإنسان المشتعل بنيران السّخاء يعطي بكلّ محبّة ويمنح ما يملك من أحاسيس ومشاعر، ويعطي بينما هو في أمسّ الحاجة لمن يعطيه. ولحظة يفعل الإنسان ذلك، فهو إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنّه أصغى إلى صوت المسيح القائل: "أقرضوا وأنتم لا ترجون شيئًا" (لو 6: 35).
وفي التّأمّل أكثر في جوهر الكرم الممثّل بمختلف أعمال العطاء، نلمس حضوره بكلّ أبعاده الإنسانيّة في وجدان الكثير من الشّعراء والمفكّرين. يقول الشاعر "ابن الرومي" في وصفه الكريم:
"ليس الكريم الذي يعطي عطيّتَهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا