شرح البابا بعدها البابا أنّ قول يسوع لنيقوديمُس: «"من أجل أن ترى ملكوت الله" تحتاج أن "ُولَدَ مِن عَلُ" (راجع الآية 3) لا يعني أن نبدأ من جديد فنُولَدَ مرة ثانيّة، وأن نكرّر مجيئنا إلى العالم، ونأمل بتقمّص جديد يفتح أمامنا فُرَصة حياة أفضل». وهذه الولادة من عَلُ هي ولادة بالروح، هي ولادة جديدة بنعمة الله. و«هذا لا يعني أن نولد من جديد ولادة جسديّة مرّة أخرى» كما أكّد الأب الأقدس.
أساء نيقوديموس فهم كلام يسوع، كما شرح البابا، وتسائل كيف يمكن أن تتمّ ولادة أمام الشيخوخة الواضحة؟ لكن هذا الاعتراض يعطينا تعليم مهمّ لنا، بحسب قول الأب الأقدس، فهو يسمح لنا أن نكتشف أنّ الشيخوخة، كما شيخوخة نيقوديموس، ليست عقبة أمام الولادة من عَلُ على ضوء كلمة المسيح بل الوقت المناسب لإلقاء الضوء عليها. وأضاف البابا أنّ: «عصرنا وثقافتنا، يبيّنان اتجاهًا مقلقًا حين تُعتَبَر ولادة طفل وكأنّها فقط مسألة إنتاج للكائن البشريّ وولادة بيولوجيّة، ثمّ ينميّان أسطورة الشّباب الأبدي، مِثلَ هَوَسٍ - يائسٍ – يؤمن بجسد غير قابل للفساد». وقال أنّ الشيخوخة تُحتقر في العديد من الأحيان لأنّها تنفي هذه الأسطورة.
وذكّر البابا بكلمات: «الممثّلة الإيطاليّة الحكيمة، ماغناني، عندما قالوا لها إنّ عليهم أن يزيلوا تجاعيدها، قالت: "لا، لا تلمسوها! لقد استغرق الأمر سنوات عديدة لتتشكّل: لا تلمسوها!"». «التجاعيد رمزٌ للخبرة، ورمزٌ للحياة، ورمزٌ للنّضج، ورمزٌ أنّنا سرنا في مسيرة»، شرح البابا. فما يهمّ هو شباب القلب وليس شباب الوجه. وهو شباب النبيذ الجيّد الذي يصبح أفضل كلّما تعتّق.