بيروت, الاثنين 6 يونيو، 2022
"أمّ الله، أُمّ سيّدنا يسوع المسيح، سلطانة السماوات والأرض، سلطانة الرسل، أرزة لبنان" وغيرها من الألقاب العديدة لأمّنا مريم العذراء، التي وإن أعطيناها أروع الألقاب كافّة فهي لا تستوفي حقّ إكرام هذه الأُمّ السماويّة الساهرة على أبنائها ليلًا ونهارًا.
تتكاثر اليوم هذه الألقاب، ومنها ما يتطابق مع العقائد المريميّة وتعليم الكنيسة الرسميّ، كلقب "مريم العذراء أُمّ الكنيسة"، واحدٌ من أجمل الألقاب لمريم العذراء، الذي يجعلنا كمؤمنين على علاقة وثيقة أكثر فأكثر مع أُمّ الله، ودورها الأساسيّ في قلب الكنيسة، وارتباطها بها، فيُسكِتَ الأصوات التي تنادي، باسم مريم، بمعارضة الكنيسة؛ ومنها مَن ينحرف عن الكنيسة تابعةً لإيحاءات وظهورات مرفوضة كنسيًّا وعقائديًّا، لا بل تضرب الإنجيل بحدّ ذاته، كلقب "شريكة الفداء" الذي، وكما قال وشدَّد البابا بنديكتوس السادس عشر، فإنّ "مفهوم شريكة الفداء ينحرف تمامًا عن الكتاب المقدّس وعن كتابات آباء الكنيسة. كلّ شيء يعود إلى المسيح... مريم أيضًا هي كلّ ما هي عليه من خلاله. إنّ مصطلح شريكة الفداء سيخفي تماماً هذه الحقيقة الأصليّة" (Voici quel est notre Dieu, p. 215-216).
مريم لا تنفصل عن الكنيسة؛ مريم متّحدة اتّحادًا وثيقًا بالكنيسة، مريم تصلّي مع الكنيسة وهي صورة الكنيسة، ومِثالًا لكلّ مؤمنٍ كونها التلميذة الأولى في مدرسة الإيمان لدى ابنها يسوع. من هنا نحتفل بعيد "مريم العذراء أُمّ الكنيسة"، واحدٌ من أجمل الألقاب المُعطاة لمريم العذراء. "إنّ العذراء التي عهِدنا إليها يسوع كأُمّ، هي تضمُّنا جميعًا؛ ولكن كاُمّ، وليس كإلهة، ولا كشريكة بالفداء: ولكن كأُمّ… مريم حاضرةٌ هناك، تصلّي من أجلنا، وتصلّي من أجل من لا يصلّي. تصلّي معنا. لماذا؟ لأنّها أمُّنا" (عظة البابا فرنسيس في عيد البشارة، 24 مارس/آذار 2021).
"تصلّي معنا لأنّها أمُّنا"، وهذه هي حقيقة مريم، تسير معنا، تصلّي من أجل من أضاعوا الطريق، تصلّي وتشفع من أجل ثباتِنا في الإيمان باللّه، ترافقنا وتقودنا إلى قلب الكنيسة؛ هناك نلتقي بالمسيح ابنها، المخلّص، الذي يُعطي المعنى لحياتِنا.