اعتنق برنابا المسيحيّة في عصر الرسل، وصار ممن استجابوا للشراكة المسيحية الأولى. عاش المبدأ القائل: «وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً» (أعمال الرسل 4: 32). كما حقّق مبدأ: «إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ، وَأَتَى بِثمنه وَوَضَعَهَا عِنْدَ أقدام الرُّسُلِ» (أعمال الرسل 4: 37). كان برنابا نموذجًا رفيعًا في محبة الآخرين، إذ عاش شراكة المحبة. فكانت حياته تطبيقًا لوصية المحبّة، بعد أن باع كل ما له وأعطاه للتلاميذ وصار نموذجًا للعطاء والمحبة.
نال برنابا نعمة حلول الروح القدس في العلية مع التلاميذ وبشر معهم وكرز باسم المسيح. تميّز برنابا بإنكار الذات، وكان نموذجًا في تشجيع الآخرين، فأحبّه الرسل لكثرة فضائله وحسن أمانته. ولما آمن الرسول بولس بالسيد المسيح قدّمه برنابا إلى التلاميذ في أورشليم، وحدثهم عن كيفية ظهور السيد المسيح لشاول بالقرب من مدينة دمشق، ثم شهد لغيرته أمامهم حتى قبلوه في شراكتهم. يومها قال الروح القدس للتلاميذ: «افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه» (أعمال الرسل 13: 2). بهذا، اختارت الكنيسة بولس وبرنابا ليخدما في أنطاكية. وبينما هما في الطريق أخذا معهما مرقس.
رافق برنابا القديس بولس في رحلته الأولى، وحضر مجمع أورشليم نحو عام 50 ثم عاد إلى وطنه، ليبشر فيه بالمسيح. طاف برنابا مع بولس بلادًا كثيرة يكرزان بالسيد المسيح. ولما دخلا لسترة وأبرأ الرسول بولس الإنسان المقعد، ظن أهلها أنهما آلهة وتقدموا لكي يذبحوا لهما، فلم يقبلا مجد الناس بل مزقا ثيابهما معترفين أنهما بشر تحت الآلام مثلهم.