ومن التحديات التي تواجه الكنيسة في مصر والمشاركة في الإصلاح: «بعد ثورتين وأعمال عنف وتعديات وأزمات سياسية داخلية وخارجية، ثم أزمة فيروس كوفيد ١٩ الذي عانت منه البشرية جمعاء. كانت القيادة السياسية المصرية واضحة وصريحة في قراراتها ومصارحتها بكل شفافية لوضع البلاد على كل المستويات ومن ثم بالتأثيرات التي يمكن حدوثها في حال الدخول في طريق إصلاح حقيقي. ومن ثم حشدت لهذا الهدف كل مقدرات الوطن وموارده. شارك الجميع ممن لهم نوايا حسنة، ولا ننكر معاناة الكثيرين ممن لحقهم غلاء الاسعار وارتفاع تكلفة المعيشة في أبسط متطلباتها. وهنا يجب أن نلقي نظرة على الوضع الاقتصادي العالمي وليس فقط في دول الشرق الأوسط. فنحن نعيش في عالم واحد، قرية صغيرة.
التحديات الاقتصادية
على حد قول كينيث روغوف، كبير الاقتصاديين السابق لصندوق النقد الدولي وبروفيسور الاقتصاد في جامعة هارفرد، في الازمة الاقتصادية العالمية الحالية:
«إن العالم يواجه أقوى عاصفة اقتصادية مع احتمالية حدوث ركود اقتصادي في أميركا والاتحاد الأوروبي والصين. وبالتالي يمكننا القول إن ارتفاع الأسعار ورفع الدعم، في مصر أمر لا يخص الإدارة المالية لمصر فقط. وبالتالي أيضًا ارتفاع نسبة الديون الخارجيّة وارتفاع نسبة التضخم وسعر الدولار أمام العملية المحلية، وارتفاع سعر الذهب، ارتفاع سعر برميل النفط، كلها قضايا يجب أن تناقش على ضوء الازمة الاقتصادية العالمية».
«وعلى الصعيد المحلي نجد، بنية تحتية جديدة ومشروع حياة كريمة ومساكن للشباب وطرقات ومدن جديدة وأراضي زراعية جديدة. مشروعات قومية توفر فرص عمل كبيرة جدا للعاطلين، كما بناء كنائس جديدة يصاحبه دعم كبير من الدولة من حيث الموافقات والإجراءات القانونية وتقنين الكنائس القديمة وقانون الأحوال الشخصية المشترك للطوائف».
الوضع الديني المسيحي
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
«يتمّ أحيانًا حصر قضايا المسيحييّن في مصر خاصة، بأزمة بناء الكنائس أو ترميمها! وأرى أن إحدى المشاكل الحقيقية في وضع المسيحيين بمصر هو احساسهم الدائم بأنهم أقلية، وتوقعاتهم مع كل رئيس جديد في إعادة حقوقهم المهدورة منذ عدة عقود: كتعينيهم في الوزرات السيادية ورئاسة الجامعات والكليات. إذن الأزمة ليست فقط اقتصادية وليست فقط في بناء الكنائس من عدمه. إنما في وجود واقع لا بد من الإقرار به والتفكير جديًا في مواجهته بطرق تتوافق ودعوتنا الدائمة للعيش المشترك.
هذا الواقع يمكننا تسميته إن جاز التعبير: "الهواء السلفي" الذي يملأ الأجواء في هذه البقعة من الأرض (بلاد الشرق الأوسط) فوجود التيارات الفكرية المتشددة في صورتها الأخيرة والظاهرة للعيان، فيما يسمى الاتجاهات الدينية السياسية، لن ينتهي في مصر أو الشرق الاوسط بهذه السهولة. لذا يمكن أن يأخذ الحديث مسارات أخرى: دورنا في دعم عمليات الإصلاح الحقيقية في بلادنا وسأقترح عمليا بعض النقاط في الختام.
أخيرًا على المستوى الداخلي، والعلاقة مع شركاء الوطن
مرة أخرى نعود للعيش المشترك. تحاول الدولة المصرية جاهدة مع قيادات مشيخة الازهر الشريف حلّ التعامل مع التيارات المتشددة من خلال تجديد الخطاب الديني. تضع الكنيسة، بطوائفها الثلاث بمصر، نفسها دائمًا تحت مظلة الدعوى للسلام والعيش المشترك متحفظة بعض الشيء في بياناتها الرسمية وغير الرسمية تجاه ما يثير غضب الاقباط. وهو ما يصل في أقصى درجاته إلى لوم قياداته الدينية ومجلس أساقفته من ردة فعلهم وتصريحاتهم "غير المؤثرة" بحسب تعبيرهم.