لعلاقة البابا فرنسيس بالبطريرك كيريل أهمّية كبرى تنعكس على مسيرة التقارب بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة. فمنذ انتخاب الكاردينال خورخي ماريو بيرغوليو للسدّة البطرسيّة في العام 2013 وتنصيبه أسقفًا على روما، بابا الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة، سعى للقاء بطريرك روسيا متابعًا مسيرة أسلافه المسكونيّة. وكان البطريرك كيريل من الناحية الأخرى مُنفتحًا على هذا الاحتمال. فحصل لقاء بين الرجلين في 12 شباط 2016 في مطار هابانا الكوبيّة. وشكّل هذا اللقاء حدثًا تاريخيًّا إذ كان أوّل لقاء في التاريخ بين رأس الكنيسة الكاثوليكيّة ورأس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة. وتابعت العلاقة بين الكرسي الرسوليّ الروماني والكرسي البطريركي الروسيّ في التقدّم الإيجابيّ خلال السنوات الأخيرة.
لقاء إلكترونيّ على إثر الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة
على إثر الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة عقد كيريل لقاء إلكترونيّا مع فرنسيس في 15 آذار الفائت. كما عقد كيريل لقاء آخرًا مع رئيس أساقفة كانتربري الإنجليزيّة جستين ويلبي، أعلى سلطة أسقفيّة في الكنيسة الأنجليكانيّة. وفي اللقاء الإلكترونيّ تداول كيريل وفرنسيس بأهميّة العمل من أجل السّلام وعدم استخدام منطق السياسة بل منطق المسيح. كما رأى الطرفان أنّ المفاوضات التي كانت دائرة في تلك الأسابيع بين طرفي النزاع الروسي-الأوكراني لها أهميّة كبيرة. وشدّد البابا خلال اللقاء أنّ ما من حرب عادلة وأنّ الحرب ليست يومًا الطريق الصحيحة.
لقاء شخصي ثاني بين الرجلين؟
خلال ذلك كان يسعى أيضًا قطبا الكنيسة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة لعقد لقاء شخصيّ ثانٍ، أُعدّ لأن يحصل في القدس في 14 حزيران المقبل بعد رحلةٍ كان يجب أن يقوم بها البابا إلى لبنان. لكن تمّ إلغاء اللقاء بسبب تعقيدات الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة إذ كان هذا اللقاء سيخلق التباساتٍ عدّة في نفوس المؤمنين بحسب ما صرّح البابا إلى جريدة لا ناسيون الأرجنتينيّة في نيسان الفائت. وقد كان رأسا الكنيسة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة الروسيّة قد اتّفقا على اللقاء بالقدس، بعد طلب كيريل أن يتمّ اللقاء على أرضٍ لا يتعرّض بها المؤمنون الأرثوذكس للاضطهاد.
لكن بقيت حينها إمكانيّة عقد لقاء شخصيّ بين الرجلين مفتوحة. ورجّح بعض المحلّلين كما نقل أندريا غالياردوتشي على سي. إن. أي.، الشريك الأخباري لآسي مينا باللغة الإنجليزيّة، إمكانيّة أن يتمّ اللقاء في: كازاخستان في أيلول المقبل على هامش اللقاء العالمي لرؤساء الأديان الذي كان البابا فرنسيس قد أعلن عن رغبته بالمشاركة به أو في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا بعد استبعاد إمكانيّة اللقاء في هنغاريا.