تابع الأب الأقدس شارحًا أنّ في النصّ المعني من سفر أيّوب نتذكّر قصّة أيّوب الذي فقد كلّ شيء من الغنى إلى العائلة فالأولاد والصحّة وبقي مكسورًا بعد حديثٍ مع ثلاثة من أصدقائه ثمّ مع صديق رابع. وعندما يتكلّم الله، يتمّ مديح أيّوب لأنّه فهم سرّ حنان الله المخفيّ وراء صمته. ومن ناحية أخرى يؤنّب الله أصدقاء أيّوب الذين ادّعوا معرفة كلّ شيء عن الله وعن الألم. لأنّهم «وبعد أن جاءوا لتعزية أيوب، انتهى بهم الأمر إلى أن يحكموا عليه بحسب مخططاتهم المسبقة. ليحفِظْنا الله من هذه التقوى المشوهة المنافقة والمليئة بالغرور! ليحفِظْنا الله من ذلك التزمت الديني الأخلاقيّ المبتذل ومن ذلك التزمت الديني بحسب الوصايا الذي يعطينا تطاول معين ويؤدي إلى الرّوح الفريسيّة والنفاق»، بحسب ما أعلن البابا.
وشرح البابا أنّ: «نقطة التحوّل في الرجوع إلى الإيمان تحدث على وجه التحديد في ذروة فورة أيوب، عندما قال: "فادِيَّ حَيٌّ وسيقوم الأَخيرَ على التُّراب. وبَعدَ أَن يَكونَ جِلْدي قد تَمَزَّق أُعايِنُ اللهَ في جَسَدي. أُعايِنُه أَنا بِنَفْسي وعَينايَ تَرَيانِه لا غَيري" (19، 25-27)».
كما قارن البابا بين أيّوب ومواقف الحياة اليوميّة الشبيهة جدًّا لما حدث معه، اذ قد اختبر البعض منّا أنّ المصائب لا تأتي فُرادى بل تتراكم على الشخص عينه. وذكر البابا الأشخاص الذين تتراكم عليهم المِحَن. فقال: «أفكّر في والدِي الأطفال الذين يعانون من إعاقات شديدة، أو في الذي يعاني من مرض دائم، أو أحد أفراد العائلة بقربنا... إنّها أوضاعٌ تتفاقم غالبًا بسبب قلّة الموارد الاقتصاديّة». كما اعتبر الأب الأقدس أنّه يبدو أنّ بعض المِحَن تلتقي في موعد جماعيّ كما «حدث في السّنوات الأخيرة مع جائحة الكوفيد-19، وما يحدث الآن مع الحرب في أوكرانيا».