الظهور الخامس: 13
سبتمبر1917، وقالت السيدة العذراء: "إن الله مسرور من صلواتك، لكنه يريدك أن ترتدي أحزمة الكفّارة فقط في الليل". وقام الأطفال بصنع هذه الأحزمة بأنفسهم.
الظهور السادس:
13أكتوبر عام 1917، ظهرت العذراء للمرة السادسة والأخيرة على الأطفال. وحضر في تلك الأمسية أكثر من سبعين ألف شخص إلى فاطيما. ولم يستطع أحداً رؤيتها سوى الأطفال وصرّحت بأنها مريم المقدّسة. وأعلنت للأطفال عن الأسرار الثلاثة وظهورها التالي. فجأة، توقّفت الأمطار وانقشع الغيم ليكشف عن الشمس. وبدأت الشمس تدور وكأنها ستقع! وقد صرح بذلك شهود عيان في وقت لاحق. واعتقد الناس بأن نهاية العالم قد حانت إلا أن الشمس قد اتخذت موقعها الطبيعي في السماء.
الظهور الأخير في 6 يونيو عام 1929م
بوركت جاسنتا خلال مرضها بظهورات عديدة من القديسة مريم كما حدث مع لوسي أيضاً بالرغم من عدم معرفتنا كيف حدث ذلك نظراً لعدم إفصاح لوسي عن ذلك للجميع. لقد قالت ما طلبت منها السيدة العذراء قوله فقط. وخلال الثلاث سنوات التي كانت تعترف فيها للأب غونكلاف، تعرّفوا فيها على بعضهم البعض جيداً. وقد قالت لها السيدة العذراء أن الوقت قد حان للكنيسة لتُكرّس روسيا نفسها للعذراء وتعلن الوعد بعودتها إلى الرب. وقد طلب كاهن الاعتراف من لوسيّا أن تكتب أمنيات سيدتنا العذراء.
فكتبت: في إحدى الليالي كنت راكعة لوحدي أصلّي في الكنيسة صلاة الملائكة. وكنت أحس حينها بالتعب فأكملت الصلاة ويدي ممدّدتين. وكان مصباح الكنيسة هو مصدر النور الوحيد. وفجأةً ملأ الكنيسة بأكملها ضوء طبيعيّ قويّ، وظهر صليب من نور امتد ليصل إلى حافة المذبح. وشاهدت في الجزء العلوي منه وجه شخص والجذع العلويّ من جسده. وأمام صدره كان هناك نور لطيف وجسد إنسان أخر مسمّر على الصليب. وأسفل خصره تدلّي كأس القربان وكان فوقه قربانه كبيرة تتساقط منها قطرات دماء مصدرها من وجه المصلوب وبعض قطرات دماء من الجرح في صدره. هذه القطرات تدحرجت من خبز القربان إلى كأس القربان. وتحت اليد اليمنى من الصليب وقفت سيدة فاطيما حاملةً بيدها اليسرى قلبها النقي وكان خالياً من السيف أو الأزهار لكن لم يخلُ من تاج الشوك واللهب. وتحت اليد اليسرى للصليب، ظهرت بعض الأحرف الكبيرة وكأنها ماء صافية بلّوريّة تدفّقت نحو المذبح مكوّنةً الكلمات التالية: "الرحمة والمحبّة"
أما عن السر الذي أبلغته لوتشيا للفاتيكان سنة 1940، قد أوحي به في 13 أكتوبر 1917، في كوفا ايريا – فاطيما. نص الخطاب الذي به السرّ
إني أكتب طاعةً لك، يا إلهي، يا من تأمرني بواسطة مطران ليريا، وأمّك الكليّة القداسة، وهي أيضاً أمّي.
بعد ما ذكرته، رأينا إلى جانب سيدتنا الأيسر، وقليلاً نحو الأعلى، ملاكاً يحمل بيده اليسرى سيفاً من نار، وكان هذا السيّف يلمع ويرسل شُهُب نار مُعَدّة، على ما يبدو، لتُحرق العالم، ولكنّها كانت تنطفئ لدى ملامستها البهاء الذي كان ينبعث من يد سيّدتنا اليمنى في اتجاه الملاك. والملاك الذي كان يشير بيده اليمنى إلى الأرض، قال بصوت قويّ: توبوا! توبوا! توبوا! ورأينا في نور عظيم، من هو الله: «أشبه بما يُرى فيه الأشخاص أنفسهم في مرآة عندما يمرّون من أمامها»، أسقفاً لابساً ثوباً أبيض، «وقد أحسسنا أنه قداسة البابا». ورأينا أساقفة آخرين عديدين، وكهنة ورهباناً وراهبات صاعدين إلى جبل وعر، وفي قمَّته كان ينتصب صليب كبير من جذعين خشنين وكأن قشرتهما من جذع سنديان ونخيل. فالبابا، قبل أن يصل، جاز في وسط مدينة كبيرة، نصفها مدمّر، وفيما كان يرتجف ويمشي بخطى مترجرجة، وهو مُنهك من الألم والتعب، كان يصلّي من أجل نفوس الجثث التي كان يصادفها على طريقه. ولمّا وصل إلى قمّة الجبل، وسجد على ركبتيه عند أقدام الصليب الكبير، قتله رهط من الجنود أطلقوا عليه عدَّة طلقات من سلاح ناريّ وأسهُم. وبالطريقة عينها مات الواحد بعد الآخر الأساقفة الآخرون والكهنة والرهبان والراهبات وكثيرون علمانيون، رجال ونساء، من مختلف فئات المجتمع. وتحت ذراعي الصليب، كان ملاكان يحملان كل واحد منهما بيده مرشَّة من بلّور، فيها كانا يجمعان دماء الشهداء، ومنها كانا يسقيان النفوس التي كانت تدنو من الله.
وفي 13 مايو 1981، تعرّض قداسة البابا لإطلاق النار في ساحة القديس بطرس وأصيب برصاص شخص تركي مأجور بينما كان يميل لتحية الجماهير، وقد أكد الحبر الأعظم مراراً إن عذراء فاطيما هي التي أبعدت الرصاصات بيدها، ووضعت الرصاصة التي أخرجت من بطنه في التاج الذي يعلو هامة تمثال السيدة العذراء التي ظهرت في فاطيما في يوم 13 مايو أيضا، وأرسل رداءه الأبيض الملطخ بالدم إلى دير المريميات البولونيات في تزستوكوفا، وبعد فترة طويلة من الإصابة بالرصاص التقى البابا بالتركي محمد علي أغا الذي أطلق عليه الرصاص، وأبلغه أنه صفح عنه طبقا لتعاليم السيد المسيح.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
أُصيب فرانسيسكو وجاسِنتا بالحمى الإسبانية. وتوفّي فرانسيسكو في الرابع من شهر أبريل من عام 1919 في فاطيما عن عمر يناهز العاشرة، بينما توفيت جاسِنتا في العشرين من فبراير من عام 1920 عن عمر يناهز التاسعة.
أما الأخت لوسيا دوس سانتوس، آخر الأطفال الثلاثة. فقد تُوفّيت في الثالث عشر من فبراير من عام 2005 عن عمر يناهز السابعة والتسعين.
مراسل «آسي مينا» في مصر. حاصل على إجازة في العلوم الاجتماعيّة والأنثروبولوجيا وماجستير في إدارة الأعمال والصحّة النفسيّة وبكالوريوس في العلوم اللاهوتيّة.