«صُنع بكلّ حبّ في حلب»... جسرٌ إنسانيّ ثقافيّ بين سوريا وإيطاليا

بقلم: سهيل لاوند

حلب, الثلاثاء 15 أبريل، 2025

في مبادرة فريدة، عملت مجموعة مار يوسف الكشفية الكلدانية في حلب السورية بالشراكة مع جمعية «مسارات حياتية» الإيطالية على تزيين 1200 صابونة غار وتغليفها وإرسالها إلى إيطاليا، في إطار مشروع «يلّا حلب-إيطاليا».

تقول الطبيبة جويل حنون نائبة قائد مجموعة مار يوسف لـ«آسي مينا»: «عَرضت علينا الجمعية الفكرة ورحّبنا بها لأنّها تتناسب مع مبادئنا الكشفية وتُعزّز روح التعاون والإبداع. وطُلب منّا ألا يقتصر تجمّعنا على العمل، بل أن ترافقه نشاطات أخرى. وقد تضافرت جهود الجميع ثلاثة أيام وأنجزنا العمل».

وتكشف حنون مشاركة الفئات الأصغر سنًّا في تدوين عبارة «صُنع بكل حبّ في حلب» على خلفية البطاقة التي تحمل اسم المجموعة الكشفية وشعارها، مع رسمهم لوحات تُبرز عناصر مشتركة بين البلدين. وسيتسلّمها أطفال إيطاليون لاحقًا على أن يبادلوهم الأمر عينه.

بدوره، يؤكد سامر أركيلو، من مؤسِّسي جمعية مسارات حياتية والمسؤول عن المشروع لـ«آسي مينا»، أنّ الفكرة ولدت بعد زلزال سوريا وتركيا، وتجسّدت الخطوة الأولى في إرسال مساعدات مادية من إيطاليا إلى سوريا. لكن لضمان استدامة دعم الحلبيين، خصوصًا اليد الماهرة العاطلة من العمل، ارتأت الجمعية شراء منتجات يدوية «فنية وتراثية» وبيعها في إيطاليا من خلال قنواتها.

ويوضح أركيلو: «بدايةً، نساعد شركاءَنا في شراء المواد التي يحتاجون إليها لإتمام عملهم، وبعد إرسالهم منتجاتهم إلينا وبيعها بالكامل نعود ونطلب منهم إنتاج دفعة ثانية. لقد عملنا مع عدد من الأيدي الحلبية الماهرة، ويُعدُّ تعاوننا أخيرًا مع الكشافة الكلدانية نقلة مهمة في عملنا كون جمعيتنا تتشارك للمرة الأولى مع جهة لا أفراد».

ويشدّد أركيلو على أنّ «الجمعية في هذا المشروع تنظر إلى من تتعامل معه بأنّه شريكٌ لها، في محاولة لإخراج الإنسان السوري من عقلية الاتكال على المساعدات الخارجية، وبثّ روح الأمل ببقائه في بلده».

ويشرح أركيلو أنّ الهدف من المشروع إنساني وليس تجاريًّا؛ فالجمعية لا تسعى إلّا إلى هامش ربح بسيط يمكّنها من تمويل مشروعها التالي. وهو ما تنجح في تحقيقه خصوصًا أنّ منتجاتها تُباع بأسعار تقلّ بكثير عن نظيراتها في السوق الإيطالية، فضلًا عن تميّزها بالجمالية والجودة والعمل المتقن.

يُذكر أنّ «مسارات حياتية» هي جمعية علمانية شارك اليسوعيون في تأسيسها، ولها خلفية روحية (إغناطية)، وغايتها الترويج لنشاطات ومشاريع إنسانية وثقافية تستهدف بشكل خاص المسيحيين الإيطاليين الذين لم يعودوا ملتزمين بالكنيسة لظروف حياتهم المختلفة.