كيف يعيش مسيحيّو السودان زمن الصوم في ظلّ الحرب؟

الخرطوم, الثلاثاء 15 أبريل، 2025

نظّمت كنيسة الخرطوم الكاثوليكيّة ورشة عمل حول سُبل عيش زمن الصوم الأربعينيّ المقدّس، بإرشاد الأب لورانس أوبورو.

وسلّط أوبورو الضوء في خلال الورشة على هذا الزمن الليتورجيّ المهمّ، مقدِّمًا إجاباتٍ وافية عن تساؤلاتٍ عدّة تراود كثيرين من مسيحيّي السودان بشأن عيش زمن الصوم وسط ظروف الحرب المنسيّة في بلادهم، وأهمّية تغذية الأنفس بالأسرار المقدّسة قبل تغذية الأجساد بالطعام.

عيش اللحظة بحضور الله

وشدّد أوبورو على أنّ الصوم ليس مجرّد امتناعٍ عن الأكل والشرب، بل هو أسلوب حياة المسيحيّ الملتزم. وعَدَّ زمن الصوم وقتًا مناسبًا للشروع بترك العادات السيّئة وهجر كلّ ما يستنفد وقتنا وتركيزنا ويبعدنا عن الله، فنفقد لذّة عيش اللحظة الحاضرة في حضور الله، وإن كانت لحظة ألمٍ وضعفٍ ومرضٍ وحرب، كما هو الحال في السودان.

صائمون منذ سنتَين!

يعيش مسيحيّو السودان زمن الصوم الأربعينيّ هذا العام في ظلّ تداعيات حربٍ طاحنة تتواصل في بلادهم منذ قرابة سنتَين، اختبر في خلالهما المسيحيّون هناك أزمنة صوم ومناسباتٍ دينيّة عدّة في ظروفٍ قاسية.

وفي هذا السياق، أوضح أوبورو أنّ الصوم، لو كان مجرّد انقطاعٍ عن المأكل والمشرَب، فمسيحيّو السودان صائمون منذ سنتَين، لأنّ الحرب حرمتهم أبسط أساسيّات الحياة من طعامٍ وماء. واستدرك مبيّنًا أنّ المعنى الحقيقيّ الروحيّ للصوم يتجسَّد في الانقطاع عن كلّ ما يعوق تواصلنا مع الله ويحرمنا حضوره الدائم في حياتنا والسعي لعيش صومٍ روحيٍّ  عبر التقرّب إليه من خلال الصلاة.

لنصغِ إلى الله

يجتهد أوبورو، بمعاونة المبشِّر دينق أكوت والمكرَّسين والمكرَّسات، في إسناد المؤمنين وتشجيعهم روحيًّا ليواصلوا حياتهم مستنيرين بتعليم الإنجيل ويكونوا شهودًا حقيقيّين للمسيح، فيرى العالم أعمالهم الصالحة ويمجّدوا أباهم الذي في السموات.

وخلص أوبورو إلى القول إنّ عيش الصوم الحقيقيّ يرتكز على دعائم ثلاث: الصوم، والصدقة، والصلاة عبر توجيه القلب نحو الله واثقين من أنّه مُشْبِع الروح والجسد، ومُصغين إلى صوته رغم ضجيج الحرب.

* أسهم بوبي فيليب ليون في كتابة هذه المقالة.