بغديدا العراقيّة تستقبل المسيح ملكًا ورئيسًا للسلام

بغديدا, الأحد 13 أبريل، 2025

ازدانت شوارع بغديدا-قره قوش بحشود أبنائها المحتفلين بعيد السعانين، حاملين أغصان الزيتون وسعف النخيل، في مسيرةٍ حاشدة ضمّت قرابة عشرين ألف مسيحيّ.

وعقب تلاوة صلوات «الخدمة-التشمشت»، انطلقت مسيرة السعانين من كاتدرائيّة الطاهرة الكبرى، يتقدّمها المطران بندكتوس يونان حنّو راعي أبرشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، بصحبة خوارنة الرعيّة وكهنتها، خلف الصليب المقدَّس، تتبعهم مجاميع الرهبان والراهبات والشمامسة وأرتال تلاميذ التعليم المسيحيّ وأعضاء الجوقات والأخويّات الكنسيّة وحشود المؤمنين.

جالَ المنضوون في مسيرة السعانين شوارع بغديدا وهم يرتّلون ألحان السعانين باللغتَين العربيّة والسريانيّة، ويلوّحون بأغصان الزيتون، ومعظمهم متزيّنون بأزياء تراثيّة تعود لبغديدا والقرى والبلدات المسيحيّة الأخرى.

«مدينة أوشعنا»

وأشار الأب روني سالم، أمين سرّ مطرانيّة السريان الكاثوليك في الموصل، في حديثه عَبْر «آسي مينا» إلى أنّ راعي الأبرشيّة أطلق على بغديدا تسمية «مدينة أوشعنا» أو «مدينة السعانين» لتميّز احتفالها بهذه المناسبة بالتراتيل والتسابيح والحشود المصلّية المرتّلة.

ولفت سالم إلى مشاركة قرابة عشرين ألفًا في مسيرة السعانين هذا العام، قائلًا: «تشمل هذه الأعداد قاطني بغديدا ومجموعاتٍ من أبنائها المغتربين، إلى جانب زائرين من سائر القرى والبلدات المسيحيّة في العراق، تجذبهم طقوس بغديدا الاحتفاليّة الخاصّة بالسعانين».

واستدرك: «ينتهز كثيرٌ من البغديديّين المغتربين في أكثر من مهجرٍ حول العالم، فرصة الأعياد لزيارة بلدتهم والاحتفال بهذه المناسبات المفعمة بالفرح والمحبّة وعبق تاريخ الآباء والأجداد وتراثهم، والدفء بين أحضان الأهل في الوطن».

يحمل المشاركون سعف النخيل الذي لطالما حُمِلَ في استقبال الملوك وكان عبر التاريخ علامة انتصارٍ وقوّة، وفق ما بيّن سالم. وأضاف: «نحن أيضًا أقوياء بملكنا يسوع المنتصِر على الموت، ونستقبله اليوم بسعف النخل، ملكًا، وبأغصان الزّيتون، رئيسًا للسلام».

يتطوّع بغديديّون كُثُر للمشاركة في الأعمال الاستعداديّة للمسيرة، عبر تجهيز سعف النخيل وأغصان الزّيتون وتهيئة الشوارع التي مرّت بها المسيرة وتزيينها برموز السعانين.

مسيرات تجوب القرى والبلدات

لم تكن بغديدا وحدها المحتفلة بالسعانين، إذ نظّمت إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة مسيرةً  حاشدة لتلاميذ التعليم المسيحيّ جالت شوارع عنكاوا، ونظّمت أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة مسيرةً أخرى جالت شوارع ألقوش، ومثلهما احتفلت برطلّة السريانيّة باحتفال مشترك للكنيسَتَين السريانيّتَين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، وهكذا سائر الكنائس الرسوليّة. وتبع المؤمنون هذه المسيرات، حاملين أغصان الزيتون ومنشدين تراتيل السعانين.

الجدير بالذكر أنّ بغديدا-قره قوش تشهد سنويًّا مسيرةً حاشدة للمحتفلين بعيد السعانين، لم تنقطع إلّا في سنوات التهجير القسريّ الذي أعقب هجمات تنظيم داعش الإرهابيّ عام 2014. ولطالما شارك البطاركة السريان الكاثوليك المتعاقبون فيها وعدّوها من أبهى صور الاحتفال بدخول الربّ إلى أورشليم.