أضاف الورشا: «تعالَوا نطلب من يسوع كما طلب منه التلاميذ: "زدنا إيمانًا"، وبخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية التي يمرّ بها بلدنا لبنان والشرق الأوسط». وقال: «كم هو قريب هذا المشهد ممّا يعيشه وطنُنا المعذّب لبنان اليوم. في عين العاصفة التي تتخبّط فيها سفينة لبنان، يصرخ شعبٌ قلق منهك مُرهق خائف. يوقظ الربّ يسوع من نومه ليخلّصه؛ ليأمر الشرّ الذي يحيطُ به من كلّ حدب وصوب راجيًا أن يسحق رأسه ويُعيدَ لبنان الجريح إلى عافيته. أما حان الوقت لأن ينهض لبنان من كبوته؟ ألم تنتهِ بعد مسيرة الجلجلة ومراحل درب الصليب؟ اما حلّ وقت القيامة في لبنان؟»
وأعاد المطران الورشا إلى الذاكرة الزيارة التاريخيّة للقدّيس يوحنّا بولس الثاني إلى لبنان مذكّرًا بتوقيع البابا للإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" وتكلّم كيف رأى البابا القدّيس أنّ: «لبنان أكثر من بلد! إنه رسالة... لبنان أرض العيش المشترك، التعايش، التوازن، دون إقصاء لأحد؛ معًا يعيش شعبه تحت سقف السماء، أبناؤه وبناته متساوون في الحقوق، شبّانه يشاركون مشاركة فعّالة في حياة الوطن في كلّ أبعادها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية،...»
وختم المطران الورشا بصلاة للبابا القدّيس قائلاً: «أيها القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني، من أمام قبرك أيها الرجل العظيم، نُطلق صرخة شعب لبنان الذي اشتاق إليك تزوره قديسًا وتشفع به لدى الرب يسوع ليخلّصه من الغرق والرياح التي تعاكس سفينته». ومضى المطران الورشا في صلاته رافعًا الدعاء للبابا القدّيس على نيّة الشباب والشّابًات المُحبطين، العائلة التي تُعاني في لبنان، المرضى المحرومين من الدواء والعلاج والعمليّات الجراحيّة، الشعب ليتعالى عن الانقسامات ويتخطّى جروحات التاريخ ولكي تكون المرحلة الجديدة المُشرفة على لبنان بنوّاب جدد، مرحلة خير واستقرار.
ومع آخر الصلاة، توجّه المطران إلى العذراء مريم قائلًا: «يا مريم العذراء، في شهر ايار المبارك المكرّس لتكريمكِ وقد ظلّلت حبرية البابا القديس إذ قال لك: كلي لكِ، نسألكِ ان ترمقي بنظركِ الوالدي جميع بنيكِ في لبنان والشرق وتباركيهم، آمين».
محرّر آسي مينا لأخبار الفاتيكان وروما. يتابع دراسات عليا في اللاهوت العقائدي. باحث في الشؤون الكنسيّة. مقيم في العاصمة الإيطاليّة روما.