قبل إعلان قداسته... ذخائر منسوبة لأكوتيس في مزاد علنيّ والكنيسة تتحرّك

ذخائر كارلو أكوتيس ذخائر كارلو أكوتيس | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

بينما تستعدّ الكنيسة الكاثوليكيّة لإعلان قداسة كارلو أكوتيس في 27 نيسان/أبريل، ظهرت قضيّة مقلقة تهدّد قدسيّة المناسبة: بيع ذخائر منسوبة إليه عبر الإنترنت، ما دفع الكنيسة إلى فتح تحقيق رسميّ بالتعاون مع الشرطة الإيطاليّة.

بحسب أبرشيّة أسيزي، عُرضت خصلات شعر يُزعم أنّها تعود لأكوتيس في مزاد إلكترونيّ، وقد تجاوز سعرها 2000 يورو (نحو 2200 دولار أميركيّ) قبل أن تُسحَب من الموقع.

وسارع المطران دومينيكو سورّينتينو إلى التحرّك، موجّهًا نداءً إلى السلطات لمصادرة هذه الذخائر المزعومة.

وتُشجِّع الكنيسة المؤمنين على الصلاة أمام الذخائر، لكنّها تُحظّر تمامًا بيعها. والقانون الكنسيّ يسمح حصرًا بمنح الذخائر على شكل هبة، من دون أيّ مقابل مادّي، ويُشدّد على أنّ أيّ تبادل تجاريّ يُعدّ انتهاكًا صريحًا لقدسيّة هذه الرموز الإيمانيّة.

وسلّط سورّينتينو الضوء على أهمّية الفهم السليم لمعنى الذخائر، تفاديًا لربطها بخرافات أو ممارسات خارجة عن روح الإيمان.

ويُنتظر إعلان أكوتيس قدّيسًا في خلال قدّاس يُقام في ساحة القدّيس بطرس الفاتيكانية يوم 27 نيسان/أبريل، في لحظة تاريخيّة ستشهدها الكنيسة الكاثوليكيّة.

اللافت أنّ أكوتيس الذي توفّي في سنّ الـ15، أصبح رمزًا روحيًّا لجيل الشباب، وازدادت شعبيّته بشكل غير مسبوق في السنوات الماضية. حتّى إنّ نحو مليون حاج زاروا مزاره في أسيزي في خلال عام واحد فقط، حيث يُعرَض جسده، ويبدو مرتديًا سروال جينز وسترة بسيطة ومنتعلًا حذاءً رياضيًّا، وهو مظهر يعكس بساطته وقربه من الناس.

وقد خضع جسد أكوتيس لعمليّة حفظ دقيقة ضمن مسار التقديس، شملت إزالة بعض الأعضاء الداخليّة، فيما أُعيد تشكيل وجهه بقناع سيليكون يمنحه مظهر الراحة والطمأنينة. أمّا قلبه، فحُفِظ في مذبح خاصّ في كنيسة أخرى، وسيُنقَل إلى روما ليُعرَض في قدّاس إعلان قداسته.

وبينما تُواصل الكنيسة تحقيقها بالتعاون مع السلطات، تبقى القضيّة أبعد من مجرّد مخالفة قانونيّة. فما بين الإكرام والاستغلال، خيط رفيع لا تسمح الكنيسة بتجاوزه.

وتكشف مسألة الذخائر المزعومة الحاجة الملحّة إلى فهم صحيح لهذه القضيّة، وإلى حماية ما تبقّى من قدسيّة في زمن التسليع.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته