اللاذقية, الجمعة 4 أبريل، 2025
ما زال الدم السوري يسيل على تراب البلاد، سواء بسبب القصف الإسرائيلي الذي ازدادت وتيرته بشكل ملحوظ بعد سقوط حكم الأسد، أم الانفلات الأمني وما ولّده من سرقات وحالات خطف وتخريب وقتل.
في قلب هذا المشهد المتّشح بالسواد، يبقى الساحل البقعة الأقلّ أمانًا في سوريا؛ فقد نال المسيحيون هناك نصيبهم من القتل، وسقط منهم 12 ضحية على الأقل، إضافةً إلى تعرّض كثيرين منهم لسرقة ممتلكاتهم.
في هذا الإطار، أكّد مصدر كنسي محلّي لـ«آسي مينا» أنّ حالة الرعب التي يعيشها مسيحيو الساحل، أدت إلى بحث غالبيتهم عن الهجرة. وشرح: «العائلات التي تمتلك القدرة والمال استطاعت السفر إلى لبنان، وبعضها ذهب إلى دول الخليج وخصوصًا سلطنة عمان. وما زالت الهجرة مستمرة وتزداد بوتيرة سريعة. عندما يأتون إلى الكنيسة نسمعهم يعلّقون على ما يحدث في حقّ العلويين قائلين: "عاجلًا أم آجلًا سيأتينا الدور... لم نعد نستطيع العيش والتأقلم مع الوضع الجديد في منطقتنا"».
وذكر المصدر عددًا من حالات التضييق على المسيحيين في الساحل السوري. وقال: «فتاة (13 عامًا) طلبت منها معلمة المدرسة ارتداء الحجاب، فأوضحت لها الفتاة أنّها مسيحية، لتردّ عليها: "أنتِ مسيحية في بيتك، لكن هنا عليكِ أن تتحجبي". كذلك، التزم طفل (10 أعوام) الصمت عندما طلبت المعلمة من التلاميذ الصلاة على النبيّ، فأُرسل إلى غرفة الإدارة واستدعي وليّ أمره الذي شرح أنّ العائلة مسيحية، لكنّ المدير أوضح وجوب ترديد الطفل العبارة حتى إن كان مسيحيًّا».