ارتدت زحلة اللبنانية أبهى حللها لإحياء اليوبيل المئوي الثاني لخميس الجسد في 19 يونيو/حزيران من هذا العام.
في مؤتمرٍ صحافي احتضنته مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك-زحلة، أطلقت اللجنة التنسيقية العامة وعلى رأسها المنسّق العام لخميس الجسد الأب شربل أوبا، النائب الأسقفي الخاص للشؤون التربوية، ورئيس الكلية الشرقية، استعداداتها لهذه المناسبة المهيبة.
المطران إبراهيم مخايل إبراهيم يلقي كلمته في المؤتمر الصحافيّ التمهيديّ لخميس الجسد في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: مارغريتا كلّاسي/آسي مينا
ترأّس المؤتمر راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والإعلاميين.
وفي العام 2025، يتّخذ «عيد أعياد» زحلة بعدًا عميقًا فريدًا، إذ ما زالت المدينة حريصةً على إحياء ذكرى معجزة القربان المقدّس التي أنقذت أهالي زحلة من الهلاك حتّى بعد انقضاء مئتي سنة. ومن المتوقّع أن يشهد الاحتفال حضورًا رسميًّا رفيع المستوى، بالإضافة إلى مشاركة سينودس أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك.
من المؤتمر الصحافيّ التمهيديّ لخميس الجسد في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: مرغريتا كلّاسي/آسي مينا
وفي كلمته، سلّط إبراهيم الضوء على الأهمّية التي يكتسيها «عيد أعياد» زحلة، إذ يتّخذ بعدًا روحيًّا عميقًا وتاريخيًّا عريقًا. وأشار إلى أنّ الاحتفال هذا العام يكتسب زخمًا خاصًّا بمناسبة مرور مئتي سنة على أعجوبة القربان المقدّس وانعقاد السينودس المقدّس لأساقفة كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك للمرّة الأولى في «زحلة، عاصمة الكثلكة في الشرق».
من المؤتمر الصحافيّ التمهيديّ لخميس الجسد في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: مرغريتا كلّاسي/آسي مينا
وأوضح إبراهيم أنّ شعار خميس الجسد لهذا العام مُقتَبَسٌ من سفر الرؤيا، وهو: «لنفرح ولنبتهج ولنمجّد الله فقد حان عرس الحمل»، وذلك بعدما كان شعار العام الماضي: «طوبى للمدعوّين إلى وليمة عرس الحمل». وأضاف: «نعم، العرس قد حان... وزحلة، بتاريخها وعراقتها وإيمان شعبها، تتحوّل إلى علّية جديدة، يجتمع فيها الرسل والخدّام والمؤمنون، ليصغوا إلى الروح القدس، فيرتفع صوت الشكر والتسبيح، ويتقدّس الخبز والخمر، ويصير الله في قلب المدينة وقلب التاريخ». وختم: «ندعوكم بصفتكم إعلاميين وأبناء وأصدقاء لهذه الكنيسة إلى مواكبة هذا الحدث بإيمان، لا باعتباركم ناقلين لخبرٍ عابر، بل شركاء في رسالةٍ حيّة، تُعلن أنّ الله ما زال يقيم بيننا خيمة حضوره، في خميس جسده الإلهي».
من المؤتمر الصحافيّ التمهيديّ لخميس الجسد في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: مارغريتا كلّاسي/آسي مينا
تقليد إيمانيّ عريق
في تقليدٍ سنويّ، يجتمع سكّان زحلة للمشاركة في فعاليات هذا العيد، حيث تُغلق المدارس، وتتكاتف الهيئات الشبابية، ويتعاون رعاة الكنائس من مختلف الطوائف استعدادًا للاحتفالات. وتكتظّ الشوارع بالمشاركين الذين ينضمون إلى التطواف، ويقيمون صمدات يباركها الكهنة عند مرور موكب القربان المقدّس. كذلك، تُغلق المحال التجارية أبوابها لتفسح الطريق أمام هذا الحدث المسكوني الكبير تكريمًا ليسوع الموجود في القربان المقدّس.
منذ العام 1264، عرفت الكنيسة الكاثوليكيّة عيد الجسد الإلهي. وقد أقرّ البابا أوربان الرابع الخميس الثاني بعد العنصرة موعدًا للاحتفال به، إثر أعجوبة حدثت في قرية بولسينا الإيطاليّة حينما تدفّق الدم من القربان عند كسره في خلال القداس. فما هو عيد الجسد الإلهي؟