سنة اليوبيل تنشر الرجاء في السودان وسط الحرب

سنة اليوبيل تزرع الرجاء في السودان على الرغم من الحرب سنة اليوبيل تزرع الرجاء في السودان على الرغم من الحرب | مصدر الصورة: عون الكنيسة المتألمة

رغم ظروف الحرب القاسية المستمرّة في السودان منذ قرابة عامين، يجتهد مسيحيّو هذا البلد الأفريقيّ، مع رعاتهم، لعيش إيمانهم والاحتفاء بسنة يوبيل الرجاء 2025 على طريقتهم وسط أهوال الحرب.

يواجه مسيحيّو العاصمة السودانيّة الخرطوم أزيز الرصاص ودويّ الانفجارات بترانيمَ تصدح وصلواتٍ تتعالى معلنةً صمودهم في أرضهم، رغم ويلات الحرب المندلعة في البلاد منذ  أبريل/نيسان 2023.

يختبرون رجاءهم الخاصّ

وفي خضمّ احتفال المسيحيّين الكاثوليك حول العالم بسنة يوبيل الرجاء 2025، يختبر مسيحيّو السودان رجاءهم الخاص الذي لا يخيّب وحضور الله المرافِق لهم وسط نكبات الحرب وآلامها ومعاناتهم المرض والجوع والعطش فضلًا عن الاضطهاد والموت.

سنة اليوبيل تزرع الرجاء في السودان على الرغم من الحرب. مصدر الصورة: دينق أكوت/الأب لورانس
سنة اليوبيل تزرع الرجاء في السودان على الرغم من الحرب. مصدر الصورة: دينق أكوت/الأب لورانس

يجد المسيحيّون هناك، في حضور خدّام الله بينهم، من كهنةٍ ورهبان وراهبات ومبشّرين ومكرَّسين، علامةً لحضور الله تدعم صمودهم وتوفّر احتياجاتهم الروحيّة والجسديّة، وكأنّ يد الله تسندهم وتسدّ عوزهم، رغم اضطرار بعضهم إلى المغادرة بسبب ظروف الحرب القاهرة.

يخدم الأبوان توماس بول ولورانس أوبورو، من أبرشية الخرطوم الكاثوليكيّة، ومعهم الأب د. يوسف وليم من رهبان الإرساليّة الكمبونيّة لقلب يسوع (MCCJ)، مؤمني العاصمة الذين يرون في حضورهم علامة محبّة فعّالة ومثمرة، وشهادة حيّة لعيش القيم الإنجيليّة وسط حاجةٍ ماسّة إليها.

يتغذّون بالأسرار

بإرشاد المطرانَين مايكل ديدي ويونان تومبي ورعايتهما، تقدّم الكنيسة الكاثوليكيّة في السودان خدماتها الروحيّة لمؤمنيها. ويخدم الآباء الكهنة الأسرارَ المقدّسة ويمنحونها لمؤمنيهم كي يجدوا فيها تعزيتهم وتعضيدهم، وسط حاجةٍ ماسّة لعيش الأسرار المقدّسة ولا سيّما أسرار التنشئة.

وكما تتواصل الحياة متحدّيةً الموت الذي تخلّفه الحروب، تواصل الكنيسة نشاطاتها، وتنعشها ولاداتٌ روحيّة متجدّدة مع كلّ مقتربٍ جديد من سرّ المعموديّة. ورغم الاضطهادات ومواجهة خطر الموت، يواصل الآباء الكهنة زيارة الرعايا وتشجيع أبنائها وبثّ الرجاء في نفوسهم، ساعين لتبقى الكنيسة المتألّمة في السودان مرتبطةً بالكنيسة الجامعة وتعيش مع أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسوليّة  فرحَ الرجاء.

سنة اليوبيل تزرع الرجاء في السودان على الرغم من الحرب. مصدر الصورة: دينق أكوت/الأب لورانس
سنة اليوبيل تزرع الرجاء في السودان على الرغم من الحرب. مصدر الصورة: دينق أكوت/الأب لورانس

برجاءٍ لا يخيّب

رغم ألمها ومعاناتها الحرب وويلاتها، تسعى الكنيسة في السودان إلى عيش المعاني الروحيّة لسنة يوبيل الرجاء 2025، مجسِّدةً شعارها «الرجاء لا يخيِّب» إيمانًا وفرحًا على أرض الواقع، وأبناؤها متّحدون بالصلاة مع إخوتهم المؤمنين حول العالم. وبالرجاء عينه، يحتفي مسيحيّو السودان بسنة اليوبيل، وكلّهم يقين أنّ نعمة اليوبيل سترافقهم في مسيرتهم بصفتهم حجّاج رجاء يشهدون لحضور المسيح في بلادهم، ويأملون برجاءٍ وطيد حلول السلام فيها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته