قمّة فاتيكانيّة تناقش طول العمر… نحو شيخوخة عادلة وشاملة

من المؤتمر الصحافيّ لتقديم القمّة الفاتيكانيّة عن طول العمر من المؤتمر الصحافيّ لتقديم القمّة الفاتيكانيّة عن طول العمر | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

في إطار يوبيل الرجاء 2025، تُعقد عصر اليوم أول قمة فاتيكانية عن طول العمر بعنوان: «تحدي الزمن». يشارك في القمة عالمان حائزان جائزة نوبل، إلى جانب علماء وخبراء دوليين سيناقشون قضايا أساسية ومستجدة تتعلق بطول العمر وآفاقه المستقبلية.

ترأس ظهر اليوم المونسنيور فينتشنزو باغليا، رئيس الأكاديمية البابوية، المؤتمر الصحافي لتقديم القمة. وشدّد على أنّ الشيخوخة الجيدة تشكّل اختبارًا حقيقيًّا لمستوى التحضّر في أي أمّة. وأضاف أنّه لا ينبغي أن يُنظر إلى طول العمر بصفته إنجازًا بيولوجيًّا فحسب، بل فرصة ثمينة لإبراز دور كبار السن داخل النسيج الاجتماعي؛ فالمسنّون ليسوا عبئًا على المجتمع، بل هم مورد لا يُقدّر بثمن.

وذكر باغليا أنّ الابتكارات في المجال الطبي والبيولوجي لا ينبغي أن تبقى امتيازًا لقلّة، بل يجب أن تكون أدوات لتحسين جودة حياة الجميع، بغضّ النظر عن الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي. واعتبر أنّ الهدف لا يقتصر على إطالة العمر، بل تحسين نمط الحياة. ومن هذا المنظور، لا تُعدّ مسألة طول العمر مجرّد قضية علمية، بل هي قضية عدالة وتضامن ومسؤولية جماعية.

من جهته، قال البروفيسور الأب ألبرتو كارارا: «ليس كافيًا أن نُطيل الحياة، الأهمّ أن نُحسّن طريقة عيشها. ويتطلّب ذلك اعتماد مقاربة شاملة لمسألة طول العمر». وذكر أنّه سيتطرّق أيضًا في مداخلته إلى دور الموسيقى والفنون والتجارب الحسّية في دعم الصحة الذهنية.

أما البروفيسور جوليو مايرا، فسلّط الضوء على الفروق بين الجنسين في شيخوخة الدماغ. وذكر أنّ الرجال والنساء لا يشيخون بالطريقة نفسها إذ تؤثر التغيرات الهرمونية والجينية والتمثيل الغذائي في تراجع القدرات الذهنية واحتمالية الإصابة بالأمراض العصبية، كمرض الألزهايمر الذي يصيب النساء بنسبة أكبر.

وتناول البروفيسور فينكاترامان راماكريشنان، الحائز جائزة نوبل في الكيمياء، دور «الريبوسومات» في مكافحة الشيخوخة على المستوى الخلوي. واعتبر أنّ الحفاظ على وظيفة هذه المصانع الجزيئية المسؤولة عن إنتاج البروتينات قد يكون المفتاح لإبطاء الشيخوخة والوقاية من أمراض مزمنة كالألزهايمر والسرطان.

وفي ختام المؤتمر، تحدّث البروفيسور خوان كارلوس إزبيسوا بلمونتي عن الآفاق المستقبلية لتقنيات إعادة برمجة الخلايا. وأشار إلى إمكانية عكس عملية الشيخوخة عبر التلاعب بالآليات الجينية والبيئية التي تتحكّم في تدهور الأنسجة والأعضاء مع مرور الزمن.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته