البابا فرنسيس يطلّ من شرفة المستشفى بعد غياب… ويعود إلى الفاتيكان

البابا فرنسيس يطلّ من شرفة مستشفى جيميلّي الجامعيّ-روما مباركًا المؤمنين المتجمّعين لرؤيته البابا فرنسيس يطلّ من شرفة مستشفى جيميلّي الجامعيّ-روما مباركًا المؤمنين المتجمّعين لرؤيته | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

بعد انتظار طويل حبَس الأنفاس، وبعد أسابيع من الغياب المقلق والتقارير المقتضبة والصلوات المتواصلة في أرجاء العالم، البابا فرنسيس يطلّ من جديد ويعود إلى الفاتيكان، في إطار خروج مُحاط بالرعاية، ليبدأ فترة تعافٍ تمتد شهرين. 

أطلَّ الحبر الأعظم ظهر اليوم من شرفة مستشفى جيميلّي الجامعي-روما، وقال بصوت خافت: «شكرًا للجميع. أرى هذه السيدة مع الزهور الصفر، إنها رائعة». وقد بدا فرنسيس متعبًا، جالسًا على كرسيّ متحرّك لكنّ الابتسامة لم تفارق وجهه. ورسم بيده البركة بعدما ذكّره مساعده بذلك، ثم ظهرت عليه علامات صعوبة التنفّس.

البابا فرنسيس يطلّ من شرفة مستشفى جيميلّي الجامعيّ-روما مباركًا المؤمنين المتجمّعين لرؤيته. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يطلّ من شرفة مستشفى جيميلّي الجامعيّ-روما مباركًا المؤمنين المتجمّعين لرؤيته. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وقبل عودته إلى دار القديسة مرتا في الفاتيكان (مقرّ إقامته)، توجّه فرنسيس إلى  بازيليك القديسة مريم الكبرى، حيث قدّم إلى الكاردينال ماكريكاس باقة من الزهور ليضعها أمام أيقونة العذراء «خلاص الشعب الروماني». وبعد هذه اللفتة المعبّرة، عاد إلى الفاتيكان.

وفي رسالة التبشير الملائكي التي نشرتها دار الصحافة الفاتيكانيّة، ذكر الأب الأقدس أنّ الفترة الطويلة التي قضاها في المستشفى أتاحت له الفرصة ليختبر صبر الربّ الذي يراه أيضًا منعكسًا في العناية التي يقدمها الأطباء والعاملون في القطاع الصحي، وكذلك في محبة عائلات المرضى وأملهم. وشدّد على أنّ هذا الصبر المتجذّر في محبة الله التي لا تفشل، ضروري فعلًا لحياتنا خصوصًا لمواجهة المواقف الأكثر صعوبة وألمًا.

البابا فرنسيس يطلّ من شرفة مستشفى جيميلّي الجامعيّ-روما مباركًا المؤمنين المتجمّعين لرؤيته. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يطلّ من شرفة مستشفى جيميلّي الجامعيّ-روما مباركًا المؤمنين المتجمّعين لرؤيته. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وشرح المثل الوارد في إنجيل اليوم عن صبر الله الذي لا ييأس من الإنسان، بل يدعوه إلى تحويل حياته إلى زمن توبة وتجديد. وقال: «استخدم يسوع صورة التينة التي لم تُعطِ ثمرًا كما كان مرجُوًّا، لكنّ الفلّاح لا يقطعها، بل يُمهلها، يُغذّيها، ويمنحها فرصة أخرى لعلّها تثمر في المستقبل (لوقا 13: 6-9). هذا الفلّاح الصبور هو الربّ نفسه الذي يعتني بتربة قلوبنا ويثق بعودتنا إليه مهما طال الغياب».

وعبّر كذلك عن حزنه بسبب استئناف القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، وما خلّفه من قتلى وجرحى. وطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وبتحلّي الجميع بالشجاعة لاستئناف الحوار كي يُطلق سراح جميع الرهائن ويتكرّس وقف دائم لإطلاق النار. وأكّد أنّ الوضع الإنساني في القطاع خطير للغاية من جديد، ويتطلّب التزامًا عاجلًا من أطراف النزاع ومن المجتمع الدولي.

وأعرب البابا عن سروره بعد توصّل أرمينيا وأذربيجان إلى صيغة نهائيّة لاتفاق السلام. وأمل أن يُوقَّع في أقرب وقت، وأن يسهم في تحقيق سلام دائم في جنوب القوقاز. وتوجّه الحبر الأعظم بالشكر إلى المؤمنين الذين يواصلون الصلاة لأجله «بكل صبر ومثابرة»، مؤكّدًا أنّه يصلّي لأجلهم أيضًا. ودعا الجميع إلى مواصلة الصلاة على نية إنهاء الحروب وصنع السلام، لا سيما في أوكرانيا المعذّبة وفلسطين وإسرائيل ولبنان وميانمار والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته