«لكي تصيروا خبزًا مقدّسًا»… مبادرة إنسانيّة لكنيسة طرطوس السوريّة

من منزل إحدى العائلات في يوم الصوم والصلاة الذي دعت إليه رهبانيّة القلبين الأقدسين من منزل إحدى العائلات في يوم الصوم والصلاة الذي دعت إليه رهبانيّة القلبين الأقدسين | مصدر الصورة: رهبانيّة القلبين الأقدسين

«لكي تصيروا خبزًا مقدسًا»… تحت هذا العنوان المقتبس من كلمات جبران خليل جبران في كتابه «النبي»، أطلقت رهبانية القلبين الأقدسين مع مشروع وزنات للتعليم المسيحي في طرطوس السورية مبادرة إنسانية للوقوف إلى جانب متضرري الساحل بعد أحداث العنف الأخيرة.

كشفت الأخت رؤى عبد الله من رهبانية القلبين الأقدسين عبر «آسي مينا» أنّ هذه المبادرة ثمرة مبادرة سبقتها حملت عنوان «أمّا أنا كالزيتونة الخضراء»، وهي فكرة صلاة وصوم عن الطعام (باستثناء الماء والخبز والزيتون) مدة 24 ساعة، تضامنًا مع جميع ضحايا الساحل السوري من مدنيين وعناصر أمن.

من منزل إحدى العائلات في يوم الصوم والصلاة الذي دعت إليه رهبانيّة القلبين الأقدسين. مصدر الصورة: رهبانيّة القلبين الأقدسين
من منزل إحدى العائلات في يوم الصوم والصلاة الذي دعت إليه رهبانيّة القلبين الأقدسين. مصدر الصورة: رهبانيّة القلبين الأقدسين

وأوضحت: «الهدف كان اختبار شعور الأشخاص الذين عانوا لتأمين لقمة عيشهم أو أولئك الذين لجؤوا إلى البراري. أردنا أن نقول لكلّ من تشرّد إنّنا بجانبه ونعيش ألمه، ونرفع الصلاة في هذا الزمن المقدس لتعزيته، وعلى نية السلام في سوريا والعالم. وقد سعدنا عندما علمنا بمشاركة بعض العائلات المسلمة في هذه المبادرة».

وأضافت عبد الله: «ارتأينا أن نترجم صومنا وصلاتنا في مبادرة أخرى ما زالت مستمرة، وهي جمع ربطات خبز أو تأمين ثمنها من متبرعين، وإرسالها إلى من هم في حاجة إليها بلا تفرقة بين مسيحي ومسلم؛ فالمسيح بذل ذاته كاملة من أجلنا، واليوم بواسطة اليسير الذي نملكه نحاول تقدمة ذاتنا إلى الآخر من خلال الحضور في حياته؛ حضور يقدّسه الربّ».

من منزل إحدى العائلات في يوم الصوم والصلاة الذي دعت إليه رهبانيّة القلبين الأقدسين. مصدر الصورة: رهبانيّة القلبين الأقدسين
من منزل إحدى العائلات في يوم الصوم والصلاة الذي دعت إليه رهبانيّة القلبين الأقدسين. مصدر الصورة: رهبانيّة القلبين الأقدسين

وتابعت: «لسنا قادرين على صنع أمور عظيمة؛ فالتأثير السياسي خارج نطاق قدرتنا، والحاجات الاقتصادية والمعيشية كبيرة جدًّا، لكنّ أفعالًا صغيرة يمكنها صنع الفارق في المجتمع المحيط بنا، والعمل البسيط يقدّسه الربّ ويصبح نعمة تكبر وتنمو لتصل إلى الجميع».

وأكّدت عبد الله أنّ المبادرة انطلقت من الخبز نظرًا إلى أهمية هذه المادة ونقصها، لكنّها قابلة للتوسع بحسب حاجة كلّ شخص؛ فعلى سبيل المثال، أسهمت المبادرة في نفقات علاج طفل أصيب برصاصة كي يخرج من قريته ويصل إلى أقرب مستشفى لإجراء عملية جراحية.

يُذكر أنّ من المبادرات الكنسية الأخرى لدعم المتضررين في الساحل السوري، برزت حملة نظّمتها منسقية الأخويات الكشفية الكاثوليكية في حلب لجمع المواد الضرورية من أدوية وغذاء ومستلزمات نسائية وألبسة بهدف إرسالها إلى الأماكن المتضررة، بالتعاون مع كشاف سان فيليبو-بانياس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته