حلب, الثلاثاء 18 مارس، 2025
«نرى في سوريا الضوء والظلام»… بهذه العبارة اختصرت وزيرة الخارجية الألمانية رؤية الاتحاد الأوروبي لسوريا بعد 100 يوم من التغيير السياسي. رؤية ليست بعيدة عن انطباع السوريين تجاه ما يشاهدونه ويعيشونه، ومن بينهم رهبان حراسة الأراضي المقدسة.
شجب الرهبان الفرنسيسكان في سوريا استهداف الأبرياء من رجال الأمن والمدنيين العزّل. واستنكروا في بيان «أيّ ممارسات تنتهك كرامة الإنسان... ما يزيد من معاناة الشعب السوري ويهدّد السلم الأهلي ومستقبل البلاد في هذه المرحلة الحساسة». ودعوا إلى التعلّم من التاريخ ومن خبرات الأمم، إذ إنّ العنف لا يولّد إلا العنف والدمار، وطريق السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بالعدالة والمصالحة والمغفرة.
وأضاف البيان: «ننتظر بفارغ الصبر، مع مختلف أطياف الشعب السوري، تحقيق العدالة عبر محاكمات عادلة لكل من تورط في سفك الدماء، في إطار عدالة انتقالية حقيقية ترسي أسُس المصالحة وتضمن عدم تكرار المآسي». وطالب الرهبان بتفعيل المادة السابعة من الإعلان الدستوري، بإصدار قانون يُجرّم التحريض الطائفي بمختلف أشكاله وعبر جميع الوسائل المرئية والمسموعة ليكون رادعًا لكل من يُسهم في زعزعة السلم الأهلي.
بدوره، وفي قراءة لـ«المسألة المسيحية»، اعتبر النائب العام للنيابة الرسوليَّة للاتين في سوريا الأب ريمون جرجس الفرنسيسكاني أنّ هذه المسألة تطرح نفسها بصفتها مقياسًا لصحة الديمقراطية في سوريا وفي الشرق الأوسط عمومًا. وأشار إلى أنّ الوضع الحالي يكتنفه قدر من الغموض، ما يوحي بأنّ مستقبل المجتمعات المسيحية في البلاد لا يزال في مرحلة التعريف.