بيروت, الثلاثاء 18 مارس، 2025
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس كيرللس أسقف أورشليم في 18 مارس/آذار من كلّ عام؛ هو من اهتمّ برعاية شعبه بكلّ أمانة وغيرة رسوليّة.
أبصر كيرللس النور في أورشليم عام 315. برع في الآداب اليونانيّة، ودرس الكتب المقدّسة، وتعمّق في العلوم الدينيّة، ومن ثمّ تأمّل في حياة القدّيسين وما فيها من كنوز روحيّة. كما قرأ كتب الفلاسفة الوثنيّين، وعلِمَ ما فيها من ضعف.
وفي العام 334، رسمه القدّيس مكسيموس أسقف أورشليم شمّاسًا، وبعدها كاهنًا. واستمرّ طيلة ستة عشر عامًا يُدرّس أسس الإيمان المسيحيّ، ويعظ المؤمنين ويحضّهم على الثبات بإيمانهم الحقّ، وكان الناس يأتون إليه بأعداد كبيرة لسماع كلامه.
وحين رقد أسقف أورشليم بسلام في العام 351، أقرّ الأساقفة والشعب انتخاب كيرللس مكانه، فتميّز هذا القدّيس برعاية شعبه بكلّ أمانة وغيرة رسوليّة. وفي أيّامه، كانت البدعة الآريوسيّة قد انتشرت في شكل واسع، حتّى انضمَّ إليها ملوك القسطنطينيّة. فتصدّى القدّيس كيرللس بكلّ جرأة لتلك البدعة، لكنّ هذا الأمر لم يعجب أصحابها الذين حرّضوا عليه الملوك مناصريهم حتّى نُفي ثلاث مرات. فحمل صليبه بكلّ صبر وإيمان، مستسلِمًا للعناية الإلهيّة، ولم يرجع إلى كرسيّه إلّا بعد موت الملك فالنس الآريوسيّ عام 370.