ودعا الأب الأقدس المطران الجديد أن يبذل جهده وأن يقوم بالأعمال الاسقفية في وحدة كاملة مع راعي ابرشية القدس رافعا الصلاة الى الرب من اجل شعب الله لكي يعلمه ويثبته بصوته الصارخ في البرية لكي يتبع دائما استقامة الوصايا الانجيلية.
بدأت مراسم الرسامة الأسقفيّة بتعهّد الأسقف دعيبس أمام البطريرك بيتسابالا بممارسة رسالته الأسقفيّة على مثال المسيح، الراعي الصالح، كإعلان الإنجيل، والطاعة للحبر الأعظم، والخدمة، والترحيب بالأشخاص الموكلين إليه والاهتمام بهم. وبينما رفع الحضور طلبة القديسين كعلامةٍ على اتحاد الكنيسة الأرضيّة بالكنيسة السماويّة، قام المطران جمال بالاستلقاء على الأرض أمام الهيكل، في إشارة إلى استسلامه المطلق لإرادة الله في حياته، على مثال السيد المسيح المائت والقائم من بين الأموات.
بدأ البطريرك بيتسابالا عظته المكملة للعظة السابقة والتي القاها خلال هذا الأسبوع في رسامة المطران رفيق نهرا والتي أشار فيها إلى العلاقة الحميمة بين يسوع والآب، ورغبة السيد المسيح لتلاميذه أن يشاركوا في ذات العلاقة. وأكد على أن علاقة الأسقف مع المسيح يجب أن تكون في مركز الرسالة الأسقفية، وعليه أن يوجه كل الأمور السياسية والاجتماعية والراعوية، وأن ينظر إليها من عُلي كنظرة المسيح، وأن يقود المؤمنين بنظرة حرة خالية من منطق السيطرة والتملّك.
وضع البطريرك بيتسابالا يديه على رأس الأسقف الجديد المعيّن. ومن بعده، فعل جميع الأساقفة الحضور الشيء نفسه. ثم قام البطريرك بتلاوة صلاة التكريس، وطلب فيها نعمة الرّب للأسقف الجديد، ومذكرًا فيها بمعاني الخدمة الأسقفيّة. وطوال فترة الصلاة هذه، ثم وضع الكتاب المقدس مفتوحًا فوق رأسه كعلامة على الخضوع الكامل لكلمة الرّب، والتي منها وعلى نورها تمارس الكنيسة والأسقف الجديد خدمتهما.
وقام البطريرك بيير بمسح رأس الأسقف بزيت الميرون، وسلّمه رموز الخدمة الأسقفيّة: الكتاب المقدّس "كونه سيكون مسؤولاً عن الكرازة بالإنجيل"، والخاتم الأسقفي "علامة على إخلاصه للكنيسة"، والتاج الأسقفي "علامة على القداسة والكرامة والسلطة، كدعوة لعيش حياة مقدسة ونموذجية على رأس الجماعة"، والعصا الأسقفيّة "علامة لخدمته الرعائية كونه تعهّد لخدمة شعب الله وقيادتهم على طريق الخلاص." وخاطب الأب جمال أيها العزيز جمال. لم تعد حياتك مِلكًا لك. لم تعد تعيش لنفسك: تأكد من أن الكهنة، والمؤمنين، والعالم الذي ستلتقيه، يرون فيك شخصًا يساعدهم على النظر من فوق، حتى يعرفوا أن يروا واقع حياتهم ليس فقط بناء على آلامهم وأوجاعهم، لكن أيضًا بناء على نظرة ترى الله والكنيسة. صوتك سيكون صوت الكنيسة ووجهك وجه الكنيسة. لذلك، فليكن هذا الجزء من الكنيسة الموكول إليك، ليكن صوته ووجهه صوت ووجه نبي، منغرسًا بعمق في أعمق نسيج المجتمع، لكن في الوقت نفسه يعرف أنه لله، ويعرف أن يتكلم ويعمل باسم الله فقط.
واضاف البطريرك بيتسابالا: "مثل أي شخص آخر، أنت أيضًا “مُتَسَربِلٌ بِالضَّعفِ” (عبرانيين٥: ٢)، وستختبر مرارًا شعورًا كبيرًا بالعجز. لكن بثقتك بالله، ستتعلم أن تُسلم إليه في الصلاة، ما لم تتمكن من القيام به في خدمتك"