الأنبا الشهيد جبرائيل دنبو… قدوةٌ للراغبين بتكريس ذواتهم لله

الشهيد الأنبا جبرائيل دنبو، مؤسّس الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة الشهيد الأنبا جبرائيل دنبو، مؤسّس الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة | مصدر الصورة: الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة

لطالما اشتهرت كنيسة المشرق بقدّيسيها وشهدائها الذين بذلوا حياتهم بكلّيّتها لله، رافضين جَحْد إيمانهم المسيحيّ، وما انفكَّ بطاركتُها يرتدون الرداء الأحمر، في إشارة إلى بطريركها الشهيد شمعون برصبّاعي الذي تضرّجت ثيابُه بدمائه إثر قطع رأسه، وإعلانًا لاستعدادهم الدائم للاستشهاد.

احتفت كنيسة المشرق بشهدائها وكرّمتهم كقدّيسين على مدى تاريخها، إذ لم يكن موضوع إعلان التطويب أو القداسة معروفًا لديها قبل اتّحادها بالكنيسة الجامعة، وفق ما بيَّنَ الرئيس العام للرهبانيّة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة الأنبا سامر صوريشو في حديثه لـ«آسي مينا»، مضيفًا: «ومِمَّن أجَلَّتْهُم، الأنبا الشهيد جبرائيل دنبو، مؤسّس رهبانيّتنا».

الرئيس العامّ للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة الأنبا سامر صوريشو. مصدر الصورة: الأنبا سامر صوريشو
الرئيس العامّ للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة الأنبا سامر صوريشو. مصدر الصورة: الأنبا سامر صوريشو

ودعا صوريشو الشبيبة المسيحيّة إلى الاقتداء بمسيرة دنبو، مشدّدًا على أنّ تقدّم ملفّ تطويبه يدعونا إلى تسليط مزيدٍ من الضوء على حياته وشهادته واستشهاده، «فسيرته الفاضلة تجعله قدوةً لشباب اليوم ومثالًا يَحْتَذيه الراغبون في تكريس ذواتهم للمسيح، عبر نذر حياتهم للخدمة الرهبانيّة، ومثالًا يُحتذى للمؤمنين عمومًا في بسالة دفاعه عن إيمانه».

وتطرّق صوريشو إلى أولى عجائب خادم الله دنبو التي وقعت فور استشهاده في مذبحةٍ شهيرة طالته مع عددٍ من إخوته الرهبان والمؤمنين في جبل ألقوش، إذ يروي شهود العيان أنّ يد أوّل طاعنيه يبست إثر الطعن، وإذ داواها بدم الشهيد، استعادت طراوتها، فَفَرَّ من دهشته هاربًا.

جانبٌ من عرض ذخائر الأنبا جبرائيل دنبو، مؤسّس الرهبانيّة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة، في 10 مايو/أيّار 2022. مصدر الصورة: الن ككوني
جانبٌ من عرض ذخائر الأنبا جبرائيل دنبو، مؤسّس الرهبانيّة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة، في 10 مايو/أيّار 2022. مصدر الصورة: الن ككوني

وتابع: «في خلال بحثهم عن جثامين شهداء المذبحة، استدلَّ إخوتُه الرهبان وراعي الأبرشيّة وقتذاك يوسف أودو، على مكانها، معتمدين على شهادةٍ للمُخبرين مفادها أنّ نورًا من السماء كان يُضيء تلك البقعة ليلًا. كما حَفِظَت العناية الإلهيّة جثمانه كاملًا، إذ لم تَمْسَسْهُ وحوشُ الأرض والطيور الجارحة التي عاثت في جثث رفاقه».

حَفِظ الآباء معاصرو دنبو جثمانه داخل قبرٍ في كنيسة مار ميخا. وإذ عدّوه قدّيسًا، آثر إخوتُه نقله إلى دير الربّان هرمزد، ليُحفَظ هناك بإجلالٍ وتوقير حتّى نقله إلى مجمّع الرهبنة في عنكاوا. وإكرامًا لخدماته وفضائله، نُظِمَت تراتيل وقصائد في مدحه. وقد «كان وجوده بين إخوته الرهبان والمؤمنين من معاصريه مصدَر نعمة وإلهام، وبخاصّةٍ في اقتدائه بالمسيح وتعبُّده للأمّ العذراء، فترَكَ أثرًا في نفس كلّ من عرفه»، بحسب صوريشو.

ملفّ تطويب الأنبا جبرائيل دنبو مختومًا بالشمع الأحمر. مصدر الصورة: الأنبا سامر صوريشو
ملفّ تطويب الأنبا جبرائيل دنبو مختومًا بالشمع الأحمر. مصدر الصورة: الأنبا سامر صوريشو

ولفت إلى أنّ الدعوة الأولى إلى رفع دعوى تطويب دنبو أورَدَها الأب بطرس حدّاد في كتابه «الأب الشهيد جبرائيل دنبو مؤسّس الرهبانيّة الأنطونيّة الكلدانيّة»، داعيًا المؤمنين إلى الاستئناس بهذا الكتاب المدعَّم بوثائق ومصادر والاستزادة منه.

وعدَّ صوريشو تطويب دنبو ذا أهمّية روحيّة «لكنيستنا الكلدانيّة وللكنيسة الجامعة عمومًا، ليتعرّف العالم إلى شهداء المسيحيّة الأوائل، ولتوجيه الأنظار إلى مسيحيّي العراق المُستعدّين اليوم للتضحية بأنفسهم من أجل إيمانهم، على مثال دنبو، وربّما عايشنا بعضهم وعرفناهم مِن قُرب».

وختم صوريشو قائلًا: «في صمود قدّيسينا الذين كرّسوا حياتهم بكلّيّتها لله وصمدوا رافضين جحد إيمانهم أمام خطر الموت، دعمٌ روحيٌّ قويّ لنا ولكنيستنا التي ما زالت حتّى اليوم تُعاني الاضطهاد جسديًّا ومعنويًّا، ودعوةٌ لنا لنكون مسيحيّين حقيقيّين حتّى النخاع».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته