ويُبيّن هرمز أنّ تعليم الكتاب المقدّس يدعونا لنقرن طلباتنا الموجّهة إلى الربّ بالصّوم: «فجَعَلتُ وَجْهي إِلى السَّيِّدِ الإلٰه، لِٱلتِماسِ وَجهِه في الصَّلاةِ والتَّضَرُّعاتِ بِالصَّومِ والمِسْحِ والرَّماد» (دا 9: 3)، مؤكِّدًا استجابته: «فصُمْنا وطَلَبَنا مِن إِلٰهِنا لأَجلِ ذٰلك فٱستَجابَنا» (عز 8: 23).
«يحيلنا زمن الصّوم عادةً إلى التأمّل في صوم يسوع في البرّيّة ومواجهته تجارب الشرّير الثلاث، المتمحورة حول أخطر ما يواجهه الإنسان في حياته: الشهوة والكبرياء والسلطة، لنجد ربّنا يرسم خارطة طريقٍ للمؤمن عَبرَ اختبار القناعة والتواضع والخدمة»، بحسب هرمز.
ويوضح: «يمكن أن نعود إلى كلمات إشعياء النبيّ لنفهم الصّوم الذي اختاره الله: "حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير، وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْرارًا، وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟ أَليسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ، وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ، وإِذا رَأَيتَ العُرْيانَ أَن تَكسُوَه، وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟"» (إش 58: 6-7).
ويُنبّه هرمز إلى ضرورة استغلال زمن الصوم «فالربّ اشترطه لإخراج الشيطان من الإنسان حين قال: "إِنَّ هٰذا الجِنسَ لا يُمكِنُ إِخْراجُه إِلاَّ بِالصَّلاة" (مر 9: 29). فلنستَعِن به للرجوع إلى الله بالتوبة والصلاة والصدقة وطلب رحمته ومرضاته، لا مرضاة الناس، كما يعلّمنا الربّ يسوع الذي دعانا إلى أن لا نعبّس وجوهنا كالمُرائين ليرانا الناس». ووجَّه كلّ مؤمنٍ صائم، قائلًا: «فإِذا صُمتَ، فٱدهُنْ رأسَكَ وٱغسِلْ وَجهَكَ، لِكَيْلا يَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صائم، بل لأَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك» (مت 6: 17-18).
ويختم هرمز: «يدعونا زمن الصوم إلى الاعتراف بعطايا الله ونعمه المجّانيّة في حياتنا، وتقاسمها مع المحتاجين، مُدركين أنّ "أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسَدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس؟" (مت 6: 25)، ومُنتهزين فرصة الصوم لعيش التحرّر من عبوديّة المادّة والجسد والسعي للنضوج إنسانيًّا عبر التأمّل في الكتاب المقدّس واكتشاف المعاني الأعمق لحياتنا، منتظرين تجلّي الربّ في قلوبنا».
صحافيّة وقاصّة عراقيّة، مهتمّة بالثقافة والتراث السرياني تعمل في مجال الإعلام. ناشطة في الخدمة الكنسيّة.