قدّيسة انتصرت بإيمانها على ظلام المِحَن

القدّيسة فروسيا القدّيسة فروسيا | مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيسة فروسيا في 14 مارس/آذار من كلّ عام؛ هي من اختارت تكريس حياتها للعريس السماويّ الذي ليس لِمُلكه انقِضاء.

وُلِدت فروسيا في القرن الرابع في مدينة القسطنطينيّة، ونشأت وسط عائلة تقيّة ونبيلة. قدَّم والداها حياتهما لعبادة الله وعيش الفضيلة، فتحصّنت هذه القدّيسة منذ طفولتها بأسمى الفضائل الروحيّة.

عمل والدها أنكيتون مساعدًا للملك تاودوسيوس الصغير الذي اهتمّ بها بعد وفاة أبيها. وأعلن تاودوسيوس بعد ذلك خطوبتها على أحدهم، حسب التقاليد السائدة في تلك الأيّام.

ذات يوم، بينما كانت فروسيا تزور نسّاكًا في برّيّة تيبايس، مكثت هناك بعض الوقت قرب دير للراهبات. وهناك، تأثّرت فروسيا بحياتهنّ إلى حدّ أنّها أحسّت برغبة قويّة لتكريس حياتها بكلّيّتها للربّ يسوع. عندئذٍ، توجّهت للقاء الأمّ الرئيسة وطلبت منها الترهّب، فلم تقبل بها إلّا بعد أن أصرّت فروسيا عليها.

وبعد موت أمّها، كتب لها الملك رسالة يسألها العودة إلى القسطنطينيّة من أجل تزويجها، فأجابته: «أيعقل أن أترك عريسي السماويّ الذي ليس لملكه انقضاء، لأكون لعريس آخر تنتهي حياته بالموت؟». وطلبت منه أن يوزّع أموالها على الفقراء والمحتاجين.

دُهِش الملك بشجاعتها ورسوخ إيمانها وسموّ فضيلتها، وتركها تفعل ما تشاء. أمضت فروسيا حياتها في الدير وهي تنشد الصلاة والصوم والتقشّف، وكانت تنتصر على التجارب والمِحَن بقوّة المسيح. وقد صنع الربّ من خلالها آيات مقدّسة. وأخيرًا، بعد حياة مكلّلة بمحبّة الله، رقدت بعطر القداسة عام 412.

يا ربّ، علّمنا على مثال هذه القدّيسة كيف نحبّك من كلّ قلبنا وعقلنا، بالقول والعمل الصالح، إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته