يعكس التواضع، بوصفه موقفًا داخليًّا وروحيًّا، علاقة الإنسان بالله والآخرين. ولا يراه ناصر تقليلًا من الذات بل إدراكًا للحقائق كما هي: «فالمتواضع يعتمد على نعمة الله قبل قوّته الشخصيّة، مُقتديًا بالمثال الأسمى يسوع المسيح القائل: "تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ"، ومُدركًا مغزى دعوة القديس بولس: "لا شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ"».
ونبَّه إلى تعليم الربّ الداعي إلى عيش فضيلة الصبر المسيحيّة: «بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ»، قاصدًا الثبات في الإيمان، والاحتمال بمحبّة، والاتّكال على الله دائمًا. وشدّد على أنّ «الصبر ليس مجرّد انتظارٍ ينتهجه الضعيف، بل قوّة روحيّة في وجه التحدّيات، تؤهّلنا للعيش بسلامٍ داخليّ في أحلك الظروف».
المسيحيّ شجاعٌ وشاكِر
ولَفَت إلى أنّ المسيحيّة لا ترى الشجاعة مجرّد قوّةٍ جسديّة أو تهوّرًا، بل فضيلة روحيّة يثبت مُمتلِكها في الإيمان، متمسِّكًا بالحقّ ومدافعًا عنه رغم التحدّيات والصعوبات. وقال: «المسيحيّ الشجاع لا يخاف التجارب، عالمًا أنّ الله "لم يُعطِنا رُوحَ الخَوف، بل رُوحَ القُوَّةِ والمَحبَّةِ والفِطنَة"».
يُعلّمنا الصوم أن نكون شاكرين لمحبّة الله وعطاياه، مؤمنين بأنّ كلّ ما يأتي من الله هو للخير، وإنْ لم نفهمه في اللحظة الحاضرة. «فعندما نَشكر، نُعلن أنّ الله حاضرٌ في كلّ ظروف حياتنا، يقودنا دائمًا نحو الأفضل، وإنْ كنّا لا نرى الصورة كاملة بعد. فالرسول بولس يقول لنا: "لا تَكونوا في هَمٍّ مِن أَيِّ شيءٍ كان، بل في كُلِّ شيَءٍ لِتُرفَعْ طَلِباتُكم إِلى اللهِ بِالصَّلاةِ والدُّعاءِ مع الشُّكْر"»، بحسب ناصر.
الرّجاء لا يُخَيِّب