الساحل السوريّ يشتعل… والبطاركة يرفعون الصوت

اضطرابات أمنيّة غير مسبوقة في الساحل السوريّ منذ اندلاع الأزمة عام 2011 اضطرابات أمنيّة غير مسبوقة في الساحل السوريّ منذ اندلاع الأزمة عام 2011 | مصدر الصورة: صفحة إدارة العمليات العسكرية في فيسبوك

تشهد منطقة الساحل السوري (غربي البلاد) اضطرابات أمنية غير مسبوقة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، أدّت يومَي الجمعة والسبت إلى سقوط ما لا يقلّ عن 745 مدنيًّا من  الطائفة العلوية، ضمن عملية تطهير عرقي بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبدأت الأحداث عندما قتل مسلّحون علويون معارضون للسلطة الحالية عناصر من قوى الأمن العام، ما استدعى إرسال تعزيزات نحو المنطقة ووقوع اشتباكات بين الطرفين. وتطوّرت الأحداث لاحقًا لتشمل سرقات وتخريبًا عشوائيًّا واستهدافًا للمدنيين على أساس طائفي.

لم يسلم المسيحيون من هذه الأحداث وإن لم يُستهدفوا بسبب ديانتهم؛ فدفع بعضهم حياته ثمنًا لوجوده في تلك المنطقة، ومن بينهم قبل ساعات جهاد بشارة وهو والد كاهن في مدينة بانياس الساحلية.

وقد شجب بيان مشترك لبطاركة سوريا أمس أيّ اعتداءٍ يمسّ السلم الأهلي. واستنكر «المجازر التي تستهدف المواطنين الأبرياء»، مؤكّدًا «ضرورة وضع حدّ لهذه الأعمال المروعة المتنافية مع القيم الإنسانية والأخلاقية».

وشدّد البيان على وحدة الأراضي السورية ورفض أيّ محاولة لتقسيمها. ودعا إلى «الإسراع في توفير الظروف الملائمة لتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب السوري، والعمل على تأمين مناخ يسمح بالانتقال إلى دولة تحترم جميع مواطنيها، وتؤسِّس لمجتمع قائم على المواطنة المتساوية، والشراكة الحقيقية، بعيدًا من منطق الانتقام والإقصاء».

بدوره، أشار بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي في عظته اليوم في الكنيسة المريمية-دمشق إلى تأييده تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بهدف محاسبة من سفك دماء المدنيين والأمن العام. مطلب البطريرك شاركته إياه وزارة الخارجية الفرنسية، إذ شجبت في بيانها «بأشد العبارات الفظائع التي ارتُكبت في حقّ المدنيين على أساس طائفي».

اضطرابات أمنيّة غير مسبوقة في الساحل السوريّ منذ اندلاع الأزمة عام 2011. مصدر الصورة: صفحة إدارة العمليات العسكرية في فيسبوك
اضطرابات أمنيّة غير مسبوقة في الساحل السوريّ منذ اندلاع الأزمة عام 2011. مصدر الصورة: صفحة إدارة العمليات العسكرية في فيسبوك

 وتوجه يازجي إلى الرئيس أحمد الشرع بالقول: «انتُهكت حُرمات الناس وكراماتهم، والصيحات والهتافات التي تُستخدم تبثُّ التفرقة وتؤدي إلى النزعة الطائفية وزعزعة السلم الأهلي. كذلك، مدن وبلدات وقرى عدة أُحرقت بيوتها وسُرقت محتوياتها. وكانت المناطق المستهدفة هي أماكن العلويين والمسيحيين. وقد سقط أيضًا كثيرون من القتلى المسيحيين الأبرياء».

وتابع: «السيد الرئيس، إنّ أيقونة السيدة العذراء تُحطَّم وتُداس وتُنتهك حرمتها. وهي مريم العذراء التي يكرِّمها معنا جميع المسلمين». وختم يازجي رسالته للشرع: «السيد الرئيس، ليس هذا خطابكم، وهذه الأعمال تتنافى ورؤيتكم لسوريا الجديدة بعد انتصار الثورة. نداؤنا إليكم أن توقفوا بحكمتكم وجهودكم هذه المجازر، أوقفوها فورًا وأعطوا جميع أبناء سوريا بمختلف أطيافهم الشعور بالأمان والاستقرار».

يُذكَر أنّ الساعات القليلة الماضية شهدت بعيدًا من منطقة الساحل، مقتل رجلَين مسيحيَّين في داخل منزلَيهما؛ الأول وسيم كراز في حي باب شرقي الدمشقي، والثاني مروان شهدا مختار قرية المزرعة في وادي النصارى-ريف حمص.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته