قدّيسٌ يُضيء بتجاربه وروحانيّته درب المتألّمين

القدّيس غابريال لسيّدة الأوجاع القدّيس غابريال لسيّدة الأوجاع | مصدر الصورة: Scott Bailey/Pinterest

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس غابريال لسيّدة الأوجاع في 27 فبراير/شباط من كلّ عام. هو قدّيس الأوجاع الذي ترك العالم وشهواته حين سمع نداء العذراء مريم في أعماقه يُناديه لكي يترهّب.

ولِدَ هذا القدّيس عام 1838 في مدينة أسيزي الإيطاليّة. وقد نال سرّ العماد يوم ولادته، في الكنيسة نفسها التي اعتمد فيها القدّيس فرنسيس الأسيزي، وحمَلَ اسمَه، فرنشيسكو.

اختبر هذا القدّيس منذ طفولته مرارة الألم، إذ شَهِدَ على وفاة أمّه وعدد من إخوته وأخواته. ومنذ نعومة أظفاره، امتلأ قلبُه بحبّ العذراء مريم.

وفي الثالثة عشرة من عمره، أُصيب فرنشيسكو بالمرض نفسه الذي أدّى إلى موت عدد من أفراد أسرته، فوَعَد يسوع بدخول الدير في حال نال نعمة الشفاء. استجاب الله لطلبه، لكنّ حبَّه للعالم كان أقوى من وعده للربّ. وبعدها، أصيب فرنشيسكو بالتهاب في الرئتَين، مُكرّرًا الوعد عينه لله، فتعافى ونسي من جديد وعده له.

وبينما كان يُشارك في مسيرة أُقيمت لِشُكر العذراء بعد وضعها حدًّا لمرض الكوليرا الذي فتك بالمدينة، شعَرَ فرنشيسكو لدى اقتراب الأيقونة منه كأنّ العذراء تقول له: «فرنشيسكو، العالمُ ليس لكَ، أسرِع وترهّب!».

بعد ذلك، دخل فرنشيسكو إلى الدير، وارتدى الثوب الرهبانيّ في عيد سيّدة الأوجاع عام 1856، واتّخذ اسم «غابريال لسيّدة الأوجاع». وبدأ يقهر رذائله وشهواته، حتّى أصبحت مُمارسته الفضيلة بطوليّةً بالفعل. وبعدها، طلب من الربّ نعمة الموت بمرض السلّ حتّى يتمكّن من أن يرفع تنهّدات حبّه له حتّى النفس الأخير. وبينما كان ينتظر بشوقٍ أن يصبح كاهنًا، أصيب بذلك المرض، فقال بكلّ شجاعة: «الموت لا يُخيفني البتّة، بل إنّ السرور الذي أشعر به عندما أُفكِّر بالموت هو ما يقلقني لكونه قد يعكس بعضًا من حبّ الذات».

وفي صباح 27 فبراير/شباط 1862، رقد فرنشيسكو بسلام، وكان له من العمر 24 عامًا. وقد أعلنه البابا بيوس التاسع طوباويًّا في 31 مايو/أيّار 1908، ورفَعَه البابا بنديكتوس الخامس عشر قدّيسًا على مذابح الكنيسة في عيد سيّدة فاطيما في 13 مايو/أيّار 1920.

يا ربّ، علّمنا على مثال هذا القدّيس كيف نستجيب لمشيئتك في حياتنا إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته