كنيسة قلعة الميراني… صفحة من تراث المسيحيّة في سلطنة عُمان

مذبح كنيسة قلعة الميراني مذبح كنيسة قلعة الميراني | مصدر الصورة: عثمان الشلش/آسي مينا
كنيسة قلعة الميراني كنيسة قلعة الميراني | مصدر الصورة: عثمان الشلش/آسي مينا

تحلّ الذكرى الثانية لإقامة علاقات دبلوماسية بين الفاتيكان وسلطنة عمان. ذكرى تكرّس استمرار الكرسيّ الرسولي في الانفتاح على دول الخليج العربي، وتعكس الشخصية العُمانية السمحة تجاه الأديان الأخرى.

على الرغم من أنّ الحضور المسيحي في عُمان يعود إلى القرون الميلادية الأولى، تقف كنيسة قلعة الميراني في العاصمة العمانية مسقط شاهدًا حيًّا على التراث المسيحي في البلاد؛ إذ بنيت في القرن السادس عشر إبان الاحتلال البرتغالي هذه الأرض لأكثر من 140 سنة.

مذبح كنيسة قلعة الميراني. مصدر الصورة: عثمان الشلش/آسي مينا
مذبح كنيسة قلعة الميراني. مصدر الصورة: عثمان الشلش/آسي مينا

أوضح نصر البوسعيدي، باحث في تاريخ عُمان ومشرف تاريخي في قلعة الميراني، عبر «آسي مينا»،  أنّ الكنيسة كانت جزءًا من الحياة اليومية في القلعة، كونها مقر الحكم البرتغالي في عُمان. وكشف أنّ الكنيسة لم تكن مكانًا للعبادة فحسب بل أيضًا مركزًا للنشاط المسيحي، ما عكس وعي البرتغاليين بأهمية حضورهم الديني والثقافي آنذاك في البلاد إلى جانب عملهم التجاري.

وأكد البوسعيدي أنّ دمارًا أصاب معظم أجزاء الكنيسة لأسباب عدة منها الحرب، لكنّ مذبحها بقي شاهدًا على ماضيها بتصميمه المميز الذي يشبه القبة. فقد حافظ العُمانيون عليه مع النقوش الجدارية بعد استعادة القلعة عام 1650 ، منها نقش باللغة اللاتينية لمقدمة صلاة السلام الملائكي.

مذبح كنيسة قلعة الميراني. مصدر الصورة: عثمان الشلش/آسي مينا
مذبح كنيسة قلعة الميراني. مصدر الصورة: عثمان الشلش/آسي مينا

وشدد على أنّ مسقط كانت ولا تزال مركزًا تجاريًّا مهمًّا يضجّ بالتنوع الثقافي، ويعيش فيه اليهود والمسيحيون والسيخ وغيرهم من المكونات في تناغم. وتعمل الكنائس على تقديم خدماتها لمؤمنيها بكل حرية.

وختم البوسعيدي: «كنيسة قلعة الميراني ليست مجرد مبنى أثري، بل جزء من النسيج الديني والثقافي لعُمان. وبصون هذا المعلم، تُظهر عُمان التزامها الحفاظ على التاريخ الذي يشكّل جزءًا لا يتجزأ من هويتها الوطنية».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته