«إي دبليو تي إن نيوز» توثّق معاناة مسيحيّي العراق

لقطة شاشة من وثائقيّ «إي دبليو تي إن نيوز» لقطة شاشة من وثائقيّ «إي دبليو تي إن نيوز» | مصدر الصورة: «إي دبليو تي إن نيوز»

تستعدّ الشبكة التلفزيونيّة للكلمة الأزليّة الإخباريّة «EWTN News-إي دبليو تي إن نيوز»، بالتعاون مع شريكها الإخباريّ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «آسي مينا»، لإطلاق فيلمها الوثائقيّ المُرتَقَب عقب عشر سنوات على مأساة احتلال تنظيم داعش الإرهابيّ للموصل وقرى وبلدات سهل نينوى.

يتطرّق الوثائقيّ إلى عمق جذور المسيحيّة في العراق وتاريخ نشأتها الذي يعود إلى قرابة ألفَي عام، وكيف واجه مسيحيّوه المُعتَزّين بإيمانهم الذي تسلّموه من أجدادهم عبر الأجيال، محاولات إفنائهم ومحو أثَرِهم من أرضهم التاريخيّة.

ويستعرض الوثائقيّ عبر حواره مع الخورأسقف مازن متّوكا، رئيس دير مار بهنام وأخته سارة، شيئًا من تاريخ الدير الذي يعود إلى القرن الرابع الميلاديّ وما يضمّه من منحوتاتٍ وجدارياتٍ تاريخيّة، عاث داعش بكثيرٍ منها تدميرًا، لا سيّما الصلبان.

من جهته، سلّط المطران بشّار متّي وردة، راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة، الضوء على تاريخ «حوار الحياة» المتواصل بين المسيحيّين والمسلمين منذ أواخر القرن السابع الميلاديّ مع قدوم الفاتحين، والدور الذي لعبه المسيحيّون في إغناء الحضارة العربيّة عبر ترجمة نصوص الفلسفة والرياضيّات والطبّ وسواها من علوم اليونان إلى السريانيّة أوّلًا، ثمّ إلى العربيّة.

وتناول وردة الخيارات التي وضعها داعش أمام المسيحيّين: اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الرحيل، منبّهًا إلى أنّ قبول المسيحيّين دفع الجزية ربّما كان مقبولًا في القرن الثامن لكنّه لم يعد كذلك في القرن الحادي والعشرين.

وأبرز المطران بندكتوس يونان حنّو، راعي إيبارشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، معاناة المسيحيّين التهجير القَسريّ، متحدّثًا عن ألمهم العميق لشعورهم بأنّهم مهمَّشون في بلدهم وليس لديهم مكان يلتجئون إليه وبأنّه ليس ثمّة من يدافع عنهم ويحميهم، فشعروا بالخيانة والخذلان وهم يخسرون بلداتهم وبيوتهم وكنائسهم ليصبحوا لاجئين في وطنهم.

واستدرك مبيّنًا أنّ استهداف داعش لم يقتصر على المسيحيّين، إذ طال المكوّنات الأخرى أيضًا، بل استهدف العراق بكامله، فالجميع كانوا عرضةً للخطر والاضطهاد.

وقدّم عددٌ من مسيحيّي سهل نينوى شهادات حياتهم وخبراتهم الأليمة التي عاشوها في خلال فترة احتلال داعش الإرهابيّ مناطقهم، وما سبق ذلك من أحداث ممهّدة، وسلسلة التطوّرات التي تتابعت عقب أحداث 2003 وما سبّبته من فراغٍ سياسيّ واجتماعيّ ودينيّ أتاح لمجاميع مسلّحة ذات أيديولوجيّات متطرّفة أن تشغل ذلك الفراغ، وفق ما شرح النائب الأسبق خالص إيشوع.

كذلك، استعرض عدد من المتطوّعين الشباب الذين خدموا النازحين في عنكاوا- أربيل إبّان الأزمة خبراتهم والدروس التي تعلّموها في خلالها.

واستذكر الأب عمانوئيل كلّو، النائب الخاص ومسؤول كنائس السريان الكاثوليك في الموصل، شجاعة البابا فرنسيس في زيارته التاريخيّة للمدينة، وعزا ما شهدته من حركة إعمار نشيطة إلى تلك الزيارة.

من جانبه، أبدى البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو ارتياحه للأمل الكبير الذي صنعته زيارة البابا فرنسيس في نفوس العراقيّين جميعًا، قائلًا: «كانت ثلاثة أيّام خالية من الهجمات والمشكلات، والجميع تابعوا الزيارة بفرح». وشدّد على أهمّية توطيد دولة المواطنة لتعزيز الثقة في المستقبل وضمان حقوق الإنسان وسيادة العدالة والمساواة.

يختصر الوثاقيّ شيئًا من ندوبٍ خلّفتها أحداث 2014، ما زالت آثارها غائرة في القرى والبلدات المسيحيّة التي تظلّ، بحسب المتحدّثين، نابضةً بالحياة وعامرة بما تبقّى من مسيحيّيها المتجذّرين في إيمانهم ووطنهم، المعتزّين بتراثهم، الصامدين والمتمسّكين بأرض أجدادهم، والعازمين على البناء والتطوير كي يبقوا الشموع المنيرة في الظلام.

ومن المُرتَقَب أن تعرض «إي دبليو تي إن نيوز» الوثائقيَّ على شاشتها يوم 28 فبراير/شباط الجاري.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته