تشيرني يختتم رحلته إلى لبنان... ورسالة قلبيّة من البابا فرنسيس

تشيرني يزور ضريح القدّيس شربل في دير مار مارون عنّايا تشيرني يزور ضريح القدّيس شربل في دير مار مارون عنّايا | مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة
من محطّات تشيرني في صور، جنوب لبنان من محطّات تشيرني في صور، جنوب لبنان | مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة
تشيرني يزور مخيّم النازحين السوريّين في منطقة كفرلاقوس، زغرتا تشيرني يزور مخيّم النازحين السوريّين في منطقة كفرلاقوس، زغرتا | مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة
من محطّات تشيرني في طرابلس، لبنان من محطّات تشيرني في طرابلس، لبنان | مصدر الصورة: أبرشيّة طرابلس المارونيّة

اختتم عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني رحلته إلى لبنان والتي امتدّت من 19 حتى 23 فبراير/شباط الحالي. وحمل الموفد الفاتيكاني في خلال محطّاته المكثّفة والمتشعّبة رسالة من البابا فرنسيس إلى اللبنانيّين مفادها: أنتم في صلب محبّتي وصلاتي.

قبل مغادرته لبنان، وقف تشيرني مصلّيًا في مرفأ بيروت على نيّة ضحايا انفجار 4 أغسطس/آب 2020. والتقى أفراد عائلات بعض الضحايا.

تشيرني يصلّي في مرفأ بيروت على نيّة ضحايا انفجار 4 أغسطس/آب 2020. مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة
تشيرني يصلّي في مرفأ بيروت على نيّة ضحايا انفجار 4 أغسطس/آب 2020. مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة

وفي محطّة ختاميّة أخرى لافتة، قصد تشيرني الجنوب اللبناني الذي دمّرت الحرب الأخيرة معظم قراه وبلداته. وزار الكاردينال قرية علما الشعب ومركز صور الطبّي مع شباب كاريتاس لبنان.

وقبل هاتَين المحطّتَين، توقّف تشيرني في أبرز الصروح المارونية: سيّدة لبنان-حريصا، وضريح القدّيس شربل في دير مار مارون عنايا حيث تسلّم من رهبان الدير ذخيرةً لقدّيس وطن الأرز.

تشيرني يزور سيّدة لبنان-حريصا. مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة
تشيرني يزور سيّدة لبنان-حريصا. مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة

جولة شاملة في طرابلس

في إحدى أبرز محطّاته أيضًا، زار تشيرني أبرشية طرابلس المارونية بدعوة من رئيس أساقفتها المطران يوسف سويف، وبمشاركة السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، ورئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام.

تشيرني يلتقي المفتي إمام في دار الفتوى-طرابلس. مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة
تشيرني يلتقي المفتي إمام في دار الفتوى-طرابلس. مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة

وتضمّنت زيارة المدينة (الواقعة في شمال لبنان وذات الغالبيّة المسلمة السنّية) جولة في بعض المراكز الكنسية والاجتماعية التي تقدّم خدمات إنسانية وأبرزها مشروع فرصة ومدارس المطرانية ومخيم للنازحين السوريين.

وأكّد تشيرني أنّ البابا فرنسيس يحمل لبنان في صلواته دائمًا، ويتضامن مع شعبه في مواجهة المحَن والتحديات. وأوضح أنّ جولته في لبنان تهدف إلى تفقّد الكنيسة والمنظمات الإنسانية وتشجيعها. وأشار إلى أنّه لمس في خلال زيارته طرابلس تجسيدًا عمليًّا للرسالة الإنسانية التي يحملها الفاتيكان. وشدّد على أنّ الحوار ليس مجرد كلمات، بل هو عملية تشاور متبادل تهدف إلى تحقيق التفاهم المشترك، وفهم الاختلافات في وجهات النظر المتنوعة.

من محطّات تشيرني في طرابلس، لبنان. مصدر الصورة: أبرشيّة طرابلس المارونيّة
من محطّات تشيرني في طرابلس، لبنان. مصدر الصورة: أبرشيّة طرابلس المارونيّة

وأشاد سويف بأهمّية هذه الزيارة التي تعكس رسالة الفاتيكان في دعم لبنان وتعزيز قيم الحوار والتلاقي بين مختلف مكوّناته. وأكّد أنّ الكاردينال يحمل معه محبة قداسة البابا وصلاته الدائمة للبنان، كي يبقى هذا الوطن وطن المحبة واللقاء والحوار، ووطن قيمة الإنسان والرسالة، رسالة المحبة والحرية والأخوّة الإنسانية التي تجمعنا، والإيمان بالربّ الواحد الذي يوحّدنا.

بدوره قال ضاهر: «زيارة تشيرني وبورجيا والوفد المرافق عزيزة جدًّا على قلوبنا، وهذه الجولة تحمل معها رسالة سلام وعطاء للمحتاجين والضعفاء».

من محطّات تشيرني في طرابلس، لبنان. مصدر الصورة: أبرشيّة طرابلس المارونيّة
من محطّات تشيرني في طرابلس، لبنان. مصدر الصورة: أبرشيّة طرابلس المارونيّة

وأكّد بورجيا أنّ لبنان يعيش مرحلة سياسية جديدة، ما يشكّل فرصة للنهوض وتحقيق تغيير جذري. وتمنّى لهذا الوطن مستقبلًا زاهرًا قائمًا على التلاقي والتعاون.

أمّا المفتي إمام فأكّد أنّ هذا اللقاء يكتسب أهمية خاصة لارتكازه على تعزيز الحوار الذي يُعدّ السبيل الوحيد للتعبير عن الطروح وحلّ المشكلات. وكان تشيرني استهلّ والوفد المرافق جولته في طرابلس بزيارة إمام في دار الفتوى-طرابلس. وتمحورت المناقشات حول تعزيز لغة الحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف فئات المجتمع، مع تأكيد أهمية بناء علاقات مستدامة تهدف إلى إيجاد أرضية مشتركة لبناء جسور بين أصحاب الآراء المختلفة، وتحويل العلاقات الإنسانية التي تقوم على الجهل والتعصب إلى علاقات مبنيّة على الفهم والاحترام العميق. وقال تشيرني بعد اللقاء: «هذا اللقاء سيكون علامة أمل لأنه مليء بالإخاء. ونحن نؤمن بأنّ هذه اللحظات من التفاهم ستساعدنا في المضي لنعيش معًا إخوة وأخوات فتكون لحظات نعمة وصلاة».

المزيد

محطّة في مخيّم النازحين السوريّين

في ختام زيارته طرابلس، توجّه تشيرني والوفد المرافق إلى مخيم النازحين السوريين في منطقة كفرلاقوس (قضاء زغرتا)، حيث اطلعوا على أحوال اللاجئين اليومية، واستمعوا إلى مشكلاتهم  وحاجاتهم الإنسانية الملحّة. وأكّد تشيرني أنّ هدف الزيارة الاطلاع على الدور الذي تضطلع به جمعية كاريتاس لناحية تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية. وشدّد على عودة النازحين إلى بلدهم الأم بكرامتهم.

تشيرني يزور مخيّم النازحين السوريّين في منطقة كفرلاقوس، زغرتا. مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة
تشيرني يزور مخيّم النازحين السوريّين في منطقة كفرلاقوس، زغرتا. مصدر الصورة: دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة

وأعرب تشيرني عن إيمانه بأنّ التضامن بين اللبنانيين والمجتمعات السورية سيكون له دور أساسي في تسريع عودة النازحين الطوعية والآمنة إلى وطنهم، مع ضمان حقوقهم وحمايتهم. وأكّد أهمية تعزيز برامج الدعم للمجتمعات المحلّية المتأثرة بالأزمة السورية، مشدّدًا على ضرورة تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنيين لتوفير حياة أفضل للمحتاجين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته