زحلة, الأحد 23 فبراير، 2025
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بأحد الموتى المؤمنين لهذا العام في 23 فبراير/شباط. وفي هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» الكاهن مارون غنطوس، مدير إذاعة صوت السما في مدينة زحلة وخادم رعيّة سيّدة المعونة الدائمة في تعلبايا، ليُخبِرنا عن العبرة من مثل الغنيّ ولعازر (لو 16: 19- 31) الذي يُتلى في زمن الاستعداد للعبور نحو الصوم الكبير.
يشرح غنطوس: «يُقرأ إنجيل لعازر والغنيّ في زمن التحضير للصوم الكبير، أوّلًا من أجل الوقوف أمام مرآة الذات، ومن ثمّ الغوص في مشروع الله الخلاصيّ لنا. في السابق، كان العالم يُقسم إلى فئتين من الناس؛ فهناك مَن كانوا يؤمنون بالقيامة، وفي المقابل كان هناك من لا يؤمنون بها».
ويُضيف: «في الكتاب المقدّس، حين سُئل يسوع لِمَن تكون في القيامةِ المرأةُ التي تزوّجت سبعة إخوة؟ أجابهم الربّ: "في السماء لا يتزوّجون ولا يُزوّجون، إنّما يكونون مثل الملائكة" (متّى 22: 30). وهكذا نخرج من شريعة الجسد إلى شريعة الروح. وإنجيل لعازر والغنيّ يهدف إلى تصويب العلاقة البشريّة التي تعكس صورة الله والإنسان».
ويُخبِر غنطوس: «"إنْ قال أحدٌ: إنّي أحبُّ الله، وأبغَضَ أخاه، فهو كاذب، لأنّ من لا يُحبّ أخاه الذي يُبصره كيف يقدر أن يُحبَّ الله الذي لم يُبصِرهُ" (1يو 4: 20). تحملنا هذه الآية للتأمّل في مثل لعازر والغنيّ؛ كان هذا الأخير متكبّرًا ومُتنعّمًا بحياة فاخرة، حتّى إنّ الإنجيل لم يذكر إذا كان متزوّجًا أو لديه أولاد». ويزيد: «أمّا لعازر فكان فقيرًا، متألّمًا ومجروحًا، حتّى إنّ الكلاب كانت تلعق جروحه. فماذا يريدُ الربّ أن يقول لنا؟ حين جاء يسوع، أطعم الجياع، وشفى المرضى، فتحنَّن عليهم، وهذا الفعل الأخير قد وَرَد مرارًا في الإنجيل. وصفةُ التحنُّن الإلهيّة غير موجودة لدى الغنيّ، ولأنّه اختار البُعد عن الله، لم يستحقّ في ساعة موته الحياة الأبديّة. أمّا لعازر الذي تألّم وصبر، فطُوِّب وسكن في أحضان إبراهيم».